هـــل نــصوم لمجرد أنـه ورد فى الــتقويم ( النتيجة) ، أن الصوم قد بدأ ؟ أو لأن الأسرة كلها قد صامت فلا أبقى شاذ اً ، أو لأن كما لقوم عادة ؟؟
أو خوفاً من الإحراج من أجل سمعته كخادم؟
بنور مجيد و كان ثلاثتهم ممن أتقنوا الصوم ، إذ صام كل منهم أربعين يوماً و أربعين ليلة .
إنهم الســيد المسيح له المجد متى 4 : 2
و مـــوســى خر 40 : 28
و إيـــلـيـــا 1مــل 19 : 18
فهل كان يختفى وراء هذا المنظر البهى معنى هــام ؟؟
و هو إنه بقهر الجسد فى الصوم تتجلى الروح و يتجلى الجسد ؟!
هـــل إختار السيد المسيح معه فى التجلى إثنين من الصوامين ليرينا أن الطبيعة الـتـى ستتجلى فى الأبدية
هى التى قـهرت الجسد بالصوم ؟
الهـــدف من الصــوم :
الصوم كلمة عبرية SUM تعنى إغلاق الفم ، وفى الإنجليزية Fasting، و تعنى
إغلاق الفم عن الطعام و عكسها Break-fast ( الإفطــار ) . . .
و أول صوم كان فى جنة عدن عندما أمر الرب آدم و حــواء بالأكل من كل شجر الجنة ما عدا شجرة معينة تك 2 : 17 وكانت الرغبة فى تذوق ثمرتها ( شهــوة الأكــل ) ، هى السبب فى عصيان الله وطرد الإنسان الأول من الجنـة .
والصوم هو ليس مجرد حرمان الجسد و إذلاله ، أو هو مجرد إستبدال طعام بآخــر . . .
لأن حرمان الجسد ليس فضيلة فى ذاته ، إنما هو مجرد وسيلة لهدف و هو أن تأخذ الروح مجــالها .
فهل نقتصر على الوسيلة أم ندخل فى الهدف منها وهو إعطاء الروح مجالها ؟؟ . . .
و الهدف السليم إننا نصوم من أجل محبتنا لله ، و من أجل محبـتـنا لله ، نريد أن تكون أرواحنا ملـتصقة
بالله ، و لا نشــاء أن تكون أجســادنا عــائــقـاً فى طريق الروح ، لذلك نخضـعها بالصوم لكى تـتمشـى مع
الروح فى عملها
الصوم ليس مجرد علاقة بين الإنسان و الطعام دون أن يكون الله طرفاً ثالثاً فيها . . .
الصوم الذى لا يكون الله فيه ، ليــس صـــومــاً على الإطــلاق !
نحن من أجل الله نأكل لكى ينال هذا الجســـد قــوة يستطيع بها أن يخدم الله و أن يكون أمينـاً فى
واجباته تـجاه النـاس .
و نحن من أجل الله نجــوع لكى نخضع الجسد فلا يُخــطِىء إلى الله ، و لكى يكون الجســ ـد تحت
سيطرتـنـا ، و لا نكون تـحت سيطــرة الجسد ، لكى لا تكون رغبات الجسد ، و شهواته هى قائدتنا
فى تصرفاتنا بل نسلك حسب الروح و ليس حســب الجســد
لمــاذا الطعــام النـبـاتى ؟!
و الصوم من الناحية الجسدية هو إنقطاع عن الطعام فتـرة من الوقت يـعقبـها طعام خــالٍ من الدسـم الحيوانى .
لابــد من فترة الإنقطاع ، لأننا لو أكلنا من بدء اليوم بدون إنقطاع لصـرنا نبـاتــيـيـن ، و ليس صـائمين !
و فترة الإنقطاع عموماً تكون حسب إرشاد أب الأعتراف ، و غالباً ما تكون الساعة الثالثة ظهراً . . .
و لكن لماذا الطعام النباتى ، هو ربنا قال لنا كلوا عدس و فول ؟؟!!
فى البداية خلق الله الإنســأن نباتياً ، فلم يكن آدم و حواء يأكلان فى الجنة سوى النباتات ، و حتى
الحيوانات أيضاً إلى ذلك الحي كانت نباتية تكوين 1 : 30 .
و لذلك كانت أعمار بنى البشر طويلة جداً ، بدأت تتناقص بعد الطوفان (ربما بسبب أكل اللحم ) !
و لم يُصَرح للإنسـان بأكل اللحم إلا بعد الطوفان . . . و من الملاحظ أن الحيوان الذى يأكل النبات
فقط حيوان أليف ، بينما الذى يأكل اللحوم مـتوحش .
كما أن " دانيال النبى " صـام عن أكل اللحوم ، و شُرب الخمـــر ( دانيال 10 : 12 ) ، كما صام مع أصحابه
الثلاثة - و أفطروا بأكل القطانى ( البقوليات ) " دا نيال 1 : 8-16
و كان الطعام النباتى أكل " حزقيال " فى صومه ، فكان يفطر على القمح ( البليلة ) ، و الفول و العدس
و الكرسنة ( الكمون ) حزقيال 4 : 9
و صام " داود " النبى بالزيت و قال " ركبتاى ضعفـتـا من الصـوم ، و لحمى تغير من أكل الزيـــت " مز109 :24
و الطعام النباتى طعام خفيف و مُهدىء ، و قد طالت أعمار النبتيين ، و منهم إنسان ما قبل الطوفان،
و المتوحدون و ارهبان و السواح . . .
كما أن الطعام النباتى يُريح الجسد من مشاكل صحية عديدة مثل السمنة و البدانة و الكولسترول
بعض شروط الصوم :
- بدون رياء : " متى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين ، فإنهم يغيرون وجوههم ، لكى يظهروا للناس صائمين ، الحق أقول لكم إنهم قد إستوفوا أجرهم ، و أما أنت فمتى صمت فإدهن رأسك ،و أغسل وجهك لكى لا تظهر للناس صائماً ،بل لأبيك الذى فى الخفاء ، فأبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية " متى 6: 16- 18
{ الصوم الذى لمديح الناس و ليس لأجل الله هو صــوم باطل }
2- صوم مقـرون بعمــل الخــيـــر : " أليس تكسر للجائع خبزك ، و أن تُدخِل المساكين التائهين
إلى بيـتك ، و إذا رأيت عرياناً أن تكسوه " إشعياء 58 : 5-7
3- ممـارســة وســائـط النــعمــة الأخـرى : كالأعتـراف و التناول للعمل على نقاوة القلب من
الداخل ، و ليس الصوم هو مجرد إنقطاع و تغيير طعام فقط ، فنقاوة القلب لا تتعلق بالطعام وحده .
لأنه لو كان الطعام الصيامى هو الذى سيدخلنى السماء ، لسبقتـنا إليها البــهــائم !!
4- الندم على الخطية و العزم على الـتـوبـة : " الصوم مع الشر لا يقبله الله " أر 14 : 12
5- صوم كل أعضـاء الجســــم : صوم عن النظرات الشريرة ، وصوم عما فى أيدى الغير و صوم الرجلين عن التردد على أماكن الشـر ، و صوم اللسان و الأذن عن الكلام الشرير .
6- رد حــقــوق الغيـر : رد الحقوق و عدم ظـــلـــم الغـــيـــر يوئيل 3 : 8 .
المراجع : 1- روحانية الصوم - قداسة البابا شنودة الثالث 2- 120 سؤال عن الصوم - دياكون ميخائيل مكس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق