يولد كل منا و قبضتا يديه مغلقتان وعلى استعداد للأستيلاء و العدوان و لكن عندما نغادر هذه الدنيا تكون أكفتنا منبسطة ومفتوحة ، لأنه لم يعد على الأرض مانحتاجه أو مانستطيع أخذه معنا
فعضلات قبضة اليد هى العضلات الأرادية الوحيدة التى يمكن للطفل عند ولادته من ضمها
ولذا يقول القديس بولس الرسول: "إننا لم ندخل العالم بشىء و واضح إننا لن نخرج منه بشىء"1تيموثاوس6: 7
و قال أيوب الصديق "عريانا خرجت من بطن أمى وعريانا أعود إلى هناك"أى1 :21
و قداسة البابا شنودة الثالث فى قصيدة تائه فى غربة يقول :
قد دخلت الكون عريانا فلا قنية أملك فيه أو غنى
وسأمضى عارياً عن كل ما جمع العقل بجهل وإقتنى
عجبا هل بعد هذا نشتهى مسكناً فى الأرض أو مستوطناً؟
وبينما نردد فى المزمور "الرب راعى فلا يعوزنى شىء . . . . . ."، ننظر حولنا فنرى صراعات دامية و حروب طاحنة ، نرى من يتقاتلون من أجل منصب أو مال أو سلطان
الكل يريد أن يمتلك أكثر ، يظل يجمع و يجمع إلى مخازن كما فعل الغنى الغبى
يظل يقول لنفسه . . يا نفسى كلى وأشربى إلى أن يصطدم بالحقيقة المُرة وهى أن نفسه هذه التى أشتهت وأكلت
وشبعت تؤخذ منه .
داود النبى عندما كان ملكاً غنياً فهم الأمور على حقيقتها فقال "أما أنا فمسكين وفقير" مز69
ياللعجب ماذا ينقصك يا داود مال أم جاه أم سلطان ؟
لكن النبى داود لم يكن فقيرا حسب العرف البشرى و لكنه حقاً لا يملك شيئاً بحسب النظرة الروحية السليمة .
و سليمان الحكيم الذى أختبر كل ما تشتهيه الأنفس كان يمتلك المال و السلطة بالإضافة للحكمة وأخيرا قال :
"ومهما أشتهته عيناى لم أمسكه عنهما ، ثم إلتفت أنا إلى كل أعمالى التى عملتها يداى و التعب الذى تعبته فى
عمله،فإذا الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس "جا2: 11
دائماً نحن نشكو من كل شىء ، متعبون نعيش عبيد عبيد لذاتنا الأرضية و حتى ان تحققت رغباتنا تلك فإنها
تُشقينا أكثر ، فاللذة تقود إلى طلب المزيد و ليس هناك حد للشبع و المثل الشعبى يقول البنى آدم مايملاش عينه
إلا التراب !
ناسين أن السيد المسيح قال "من يشرب من هذا الماء يعطش"يو4: 13
وعندما يعطش سيسعى إلى الماء مرة أخرى ليشرب و كلما يشرب يزداد عطشاً لهذا الماء الأرضى
و لكن اسمعوا ماذا قال لنا أبونا السماوى : "فلا تطلبون أنتم ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا فإن هذه
كلها تطلبها أمم العالم ، و أما أنتم فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه بل أطلبوا أولا ملكوت الله و هذه كلها
تزاد لكم" لو12: 29-30
العالم يبيد و شهوته معه . . . . نحن مجرد غرباء على الأرض ـ وستأتى ساعة سنترك فيها هذا العالم
و نترك كل شىء . . . عريانا خرجت من بطن أمى و عريانا أعود إلى هناك . . .
كل منا سيترك ما فى العالم من سطوة أو شهرة أو متعة أو مال و يتوسد حفرة كأحقر الناس .
ومهما بلغت فى العالم من سطوة و شهرة و غنى ، فكل هذا لا يمنع جسدك الفانى من التعفن..
"الغنى والفقير يتلاقيان صانعهما كليهما الرب"أم22 : 2
وفى هذا يقول الشاعر إيليا أبو ماضى فى قصيدته الطلاسم :
ولقد قلت لنفسى وأنا بين المقابر
هل رأيت الأمن والراحة إلا فى الحفائر؟
فأشارت : فإذا للدود عبث فى المحاجر
ثم قالت : أيها السائل إنى ..... لست أدرى؟
أنظرى كيف تساوى الكل فى هذا المكان
وتلاشى فى بقايا العبد رب الصولجان
وألتقى العاشق والقالى فما يفترقان
أفهذا منتهى العدل . . . فقالت لست أدرى ؟
لا تطلب شيئاً من العالم لأن العالم أفقر من أن يعطيك ، ليس فى العالم إلا المادة والماديات ، وأنت يجب أن تبحث عن الروحيات ، عن السماويات عن الله .
ردد مع الرسول بولس "أما أنا فقد خسرت كل الأشياء و أنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح"فى3: 8
لسنا نريد شيئا من العالم لأن هناك من نطلب منه هناك الله الغنى القوى الذى وجدنا فيه كفايتنا و لم يعوزنا شىء
أنه يعطينا قبل أن نطلب هو الذى يعطينا النافع و الصالح لنا هو الذى أحبنا إلى المنتهى و بذل نفسه عنا
أختم بقصيدة ظريفة قرأتها ل صلاح جاهين يقول فيها
ضريح رخام فيه السعيد إندفن
وحفرة فيها شريد من غير كفن
مريت عليهم قلت ياللعجب
الأتنين ريحتهم فيها نفس العفن
و عجبى ...
سمير كرم
فعضلات قبضة اليد هى العضلات الأرادية الوحيدة التى يمكن للطفل عند ولادته من ضمها
ولذا يقول القديس بولس الرسول: "إننا لم ندخل العالم بشىء و واضح إننا لن نخرج منه بشىء"1تيموثاوس6: 7
و قال أيوب الصديق "عريانا خرجت من بطن أمى وعريانا أعود إلى هناك"أى1 :21
و قداسة البابا شنودة الثالث فى قصيدة تائه فى غربة يقول :
قد دخلت الكون عريانا فلا قنية أملك فيه أو غنى
وسأمضى عارياً عن كل ما جمع العقل بجهل وإقتنى
عجبا هل بعد هذا نشتهى مسكناً فى الأرض أو مستوطناً؟
وبينما نردد فى المزمور "الرب راعى فلا يعوزنى شىء . . . . . ."، ننظر حولنا فنرى صراعات دامية و حروب طاحنة ، نرى من يتقاتلون من أجل منصب أو مال أو سلطان
الكل يريد أن يمتلك أكثر ، يظل يجمع و يجمع إلى مخازن كما فعل الغنى الغبى
يظل يقول لنفسه . . يا نفسى كلى وأشربى إلى أن يصطدم بالحقيقة المُرة وهى أن نفسه هذه التى أشتهت وأكلت
وشبعت تؤخذ منه .
داود النبى عندما كان ملكاً غنياً فهم الأمور على حقيقتها فقال "أما أنا فمسكين وفقير" مز69
ياللعجب ماذا ينقصك يا داود مال أم جاه أم سلطان ؟
لكن النبى داود لم يكن فقيرا حسب العرف البشرى و لكنه حقاً لا يملك شيئاً بحسب النظرة الروحية السليمة .
و سليمان الحكيم الذى أختبر كل ما تشتهيه الأنفس كان يمتلك المال و السلطة بالإضافة للحكمة وأخيرا قال :
"ومهما أشتهته عيناى لم أمسكه عنهما ، ثم إلتفت أنا إلى كل أعمالى التى عملتها يداى و التعب الذى تعبته فى
عمله،فإذا الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس "جا2: 11
دائماً نحن نشكو من كل شىء ، متعبون نعيش عبيد عبيد لذاتنا الأرضية و حتى ان تحققت رغباتنا تلك فإنها
تُشقينا أكثر ، فاللذة تقود إلى طلب المزيد و ليس هناك حد للشبع و المثل الشعبى يقول البنى آدم مايملاش عينه
إلا التراب !
ناسين أن السيد المسيح قال "من يشرب من هذا الماء يعطش"يو4: 13
وعندما يعطش سيسعى إلى الماء مرة أخرى ليشرب و كلما يشرب يزداد عطشاً لهذا الماء الأرضى
و لكن اسمعوا ماذا قال لنا أبونا السماوى : "فلا تطلبون أنتم ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا فإن هذه
كلها تطلبها أمم العالم ، و أما أنتم فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه بل أطلبوا أولا ملكوت الله و هذه كلها
تزاد لكم" لو12: 29-30
العالم يبيد و شهوته معه . . . . نحن مجرد غرباء على الأرض ـ وستأتى ساعة سنترك فيها هذا العالم
و نترك كل شىء . . . عريانا خرجت من بطن أمى و عريانا أعود إلى هناك . . .
كل منا سيترك ما فى العالم من سطوة أو شهرة أو متعة أو مال و يتوسد حفرة كأحقر الناس .
ومهما بلغت فى العالم من سطوة و شهرة و غنى ، فكل هذا لا يمنع جسدك الفانى من التعفن..
"الغنى والفقير يتلاقيان صانعهما كليهما الرب"أم22 : 2
وفى هذا يقول الشاعر إيليا أبو ماضى فى قصيدته الطلاسم :
ولقد قلت لنفسى وأنا بين المقابر
هل رأيت الأمن والراحة إلا فى الحفائر؟
فأشارت : فإذا للدود عبث فى المحاجر
ثم قالت : أيها السائل إنى ..... لست أدرى؟
أنظرى كيف تساوى الكل فى هذا المكان
وتلاشى فى بقايا العبد رب الصولجان
وألتقى العاشق والقالى فما يفترقان
أفهذا منتهى العدل . . . فقالت لست أدرى ؟
لا تطلب شيئاً من العالم لأن العالم أفقر من أن يعطيك ، ليس فى العالم إلا المادة والماديات ، وأنت يجب أن تبحث عن الروحيات ، عن السماويات عن الله .
ردد مع الرسول بولس "أما أنا فقد خسرت كل الأشياء و أنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح"فى3: 8
لسنا نريد شيئا من العالم لأن هناك من نطلب منه هناك الله الغنى القوى الذى وجدنا فيه كفايتنا و لم يعوزنا شىء
أنه يعطينا قبل أن نطلب هو الذى يعطينا النافع و الصالح لنا هو الذى أحبنا إلى المنتهى و بذل نفسه عنا
أختم بقصيدة ظريفة قرأتها ل صلاح جاهين يقول فيها
ضريح رخام فيه السعيد إندفن
وحفرة فيها شريد من غير كفن
مريت عليهم قلت ياللعجب
الأتنين ريحتهم فيها نفس العفن
و عجبى ...
سمير كرم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق