الأحد، 22 نوفمبر 2009

نفسى أين أنت ِ ؟

هاجمتنى مرة أخرى ، تلك الأفكار المعهودة . . . .
تحــــركت نفســى طالبة الإنـســــياق لها . . . . . . .
هيا إلى الخطية . . . هكذا كانت تلك الأفكار تدعونى
بإلحاح . . .
أردت أن أُطيع تلك الأفكار و كأننى قد أصبحت لها عبداً .
و لكن عــيـــنــــان كانت ترقبانى !
نظراتها ليست سهلة . . . هى ليست نظرات قاسية . . . بالعكس كلها حُب و حنان. . ولكنها ليست سهلة .
أردت أن أُدير وجهى عن هاتين العينين و لكنها كانت فى كل إتجاه تنظر إلىَّ . . . . .
كيف أهرب من تلك النظرات ، من هاتين العينين ؟؟
إنهما نفس العينان اللتان صعدا بهما على الصليب . . . .
مـــا أجــــملهمــا على الصليب . . . عينان متعبتان ، يكاد أن يفتحهما بصعوبة من شدة الألم . . .
هاتان العينان كانتا تعاتبانى . . . تؤرقانى فى نومى ، كلاماً كثيراً كانتا تنطقان به .
و كأنما تقول ، كل هذا من أجلك فهــل تـقـبلنى ؟؟
و كأنما هما نفس العينان اللتان عاتبتا بطرس لشكه . . .
نعم فأنا لم أختلف عن بطرس ، فعندما أخطأت . . . شككت فى وجوده ، و إلا ما أستطعت أن أُخطىء . . .
لم أتمالك نفسى من البكاء ، عندما سمعته ينادى على بطرس و كأنه ينادى علىّ َ أنا شخصياً قائلاً : أتــحــــبـنى أكثر من هؤلاء . . .
لم أتمالك نفسى إلا و أنا أجيبه بكلمات متهدجة : نعم يا رب أحبك ...
أحست بالسؤال يتكرر علىَّ بعدد مرات إنكارى له . . . عدد المرات التى أخطأت فيها و طعنته بالحربة فى جنبه ،
و حسبت أن أحداً لم يرانى
بسبب هاتين العينين ، أخذت أُلملم أشلاء نفسى التى تبعثرت أمام جبال الخطايا ، و تلال الكراهية و الحقد . . .
تضاءل العالم كله بأطماعه و بريقه أمام عـينىّ . . ..
أصبحت عيناه هى فقط ما أريد أن أنظره و أشتـهـيه و كأننى أكرر تحت ظله أشتهيت الجلوس . . .
إنسكبت الدموع رغماً عنى . . . و كأننى أتذوق مذاق الدموع لأول مرة . . .، إستعذبت الدموع
و قلت له . . . أعطنى يا رب ينابيع دموع كثيرة كما أعطيت فى القديم للمرأة الخاطئة ،
إعطنى ينابيع دموع كثيرة لأبكى على كبريائى و غضبى و قسوتى و طمعى . . .
على نجاستى و تقصيرى و أخطاء اللسان و القلب و الفكر . . . على عدم محبتى لك و للناس . .
إجعلنى مستحقـاً أن أبل قدميك اللتين أعتقتانى من طريق الضلالة لأقدم لك طيباً فائقاً ، و أقتنى
لى عمراً نقياً بالتوبة . . .
جــففت دموعى . . . رفعت قلبى فى صلاة طويلة . . . لم أدرى كم من الوقت قد مـر
فأمام هذا السحر الذى يشع من عينيه لا تشعر بالزمان و لا المكان . . .
بين أحضانه إرتميت فأحسست و كأن يده تربت على كتفى و هو يقول لى لا تخــف .
ســاعتها أحسست أننى ممتلىء فرحاً . . . . كلمته قائلاً
عـجيب أنت فى حبك . . .
تمزج دموع توبتى بدموع فرحى . . .
تحول مرارتى إلى عذوبة . . .
و سقوطى إلى نصــرة . . . !
تهبنى عمل روحك النارى . . .
لا أعود أخاف من الخطية و لا أرهب عدو الخير . . .
ما دمت أنت عضدى بدونك أهلك و بك أنتصــر . . . .
توبنى يار ب فأتوب
Samir Karam

ليست هناك تعليقات: