الأحد، 14 ديسمبر 2008

قـــــالــــــوا عن العطــاء



+ " النفس السخية تسمن ، و المروى هو أيضاً يروى " أمثال 11: 2
++ " إجعل عطاياك متناسبة مع دخلك ، لئلا يضطر الله أن يجعل دخلك متناسباً مع عطاياك "
+++ " البيت الذى يًغلق فى وجه الفقير يُفتح فى وجه الطبيب “
++++ " جميل أن تعطى من يسألك ماهو فى حاجة إليه ، لكن ألأجمل أن تعطى من لا يسألك و أنت تعرف حاجته " .

الأحد، 7 ديسمبر 2008

ارنى الله !!!

يولد لنا ولد و نعطى إبناً ، و تكون الرئاسة على كتفه ، و يُدعى إسمه عجيباً ، مشيراً
إلهاً قديراً ، أباً أبدياً ، رئيس السلام أش 9 : 6

كان فى سالف العصر والأوان رجل طيب السريرة صافى الضمير رزقه الله طفلاً ذكى الفؤاد ذلق اللسان ، فكانت أمتع لحظاته ساعة يجلس إلى طفله يتحادثان كأنهما صديقان .
نظر الرجل يوماً إلى طفله و قال : " شكراً لله . . . . أنت نعمة من الله ! "
فقال الطفل : " إنك يا أبت تتحدث كثيراً عن الله . . . . أرنى الله ! "
الرجل : " ماذا تقول يا بنى ؟؟ " ، لفظها الرجل فاغر الفم ذاهل الفكر فهذا طلب من الطفل
غريب لا يدرى بما يجيب عنه . . . . ثم إلتفت إلى إبنه مردد اً كالمخاطب نفسه :
" أتريد أن أُريك الله ؟؟ . . . كيف أريك ما لم أره أنا نفسى ؟؟
الطفل : " و لماذا يا أبت لم تره ؟‍ ! "
الرجل : " لأننى لم أفكر فى ذلك قبل الآن . . . "
الطفل : " و إذا طلبت إليك أن تذهب لتـراه ثم ترينى إياه ؟
الرجل : " سأفعل يا بنى . . . سأفعل . . . "
نهض الرجل و مضى يطوف المدينة يسأل الناس عن بغيته ، فسخروا منه ،
فذهب إلى رجال الدين ، فحاوروه و جادلوه بنصوص محفوظة ، فلم يخرج منهم بطائل
. . . فتركهم يائساً و مشى فى الطرقات مغموماً إلى أن قابل أحد أصدقاءوه فأخبره أن هناك
ناسكاً يسكن فى طرف المدينة لا يسأل الله شيئـاً ، إلا و إستجاب له .
ذهـب الرجل تواً إلى ذلك الناسك العجوز و قال له :
- " جئتك فى أمر أرجو ألا تردنى عنه خائباً . "
رفع الناسك رأسه و تكلم بصوت عميق لطيف قائلاً : " أيها الرجل أعرض حاجتك . . . "
الرجــل : " أريد أن تُـــرنـى الله ! "
الناسـك : " أيها الرجل إن الله لا يُرى بأدواتنا البصرية ، و لا يُدرك بحواسنا الجسدية ، و هل
تسبر عمق البحر بلإصبع التى تسبر عمق الكاس ؟ "
الرجــل : " و كيف أراه إذن ؟؟ "
الناسك : " إذا تكشف لروحك و إذا ظفرت بمحبته "
توسل الرجل إلى الناسك قائلاً : " أيها لناسك الصالح ، ســل الله أن يرزقنى شيئـاً من محبته "
الناسك : " تواضع أيها الرجل و أطلب قليل القليل . "
الرجــل : " فلأطلب إذن مقدار درهم من محبته . . . "
الناسك : " ياللطمع . . . هذا كثير . . . كثير . . . تواضع . . . تواضع . . . "
الرجــل : " مثـقـال ذرة من محبته . . . "
الناسك : " لا تطيق مثقال ذرة منها . . . "
الرجل : " نصف ذرة إذن . . . . "
الناسك : " ربما . . . "
. . . . . و رفع الناسك رأسه إلى السماء و قال :
" يا رب أرزقه نصف ذرة من محبـتـك . . . "
. . . . . . . . . و قام الرجل و إنصرف . . . .
. . . . . . و مرت الأيام و إذ ا أسرة الرجل و طفله
و أصدقاءوه يأتون إلى الناسك و يخبرونه بأن الرجل لم يعد إلى منزله منذ تركه . . . ، و إنه إختفى و لا يدرى أحد مكانه . . . .
فنهض معهم الناسك قلقاً ، و لبثوا يبحثون عنه زمناً . . . إلى أن
صادفوا جماعة من الرعاة قالوا لهم ، إن الرجل قد جُن و ذهب
إلى الجبال و دلوهم على مكانه فذهبوا إليه . . .
وجدوه قائماً على صخرة شاخصاً ببصره إلى السماء ، فسلموا عليه ، فلم يرد السلام . . .
فتقدم الناسك إليه قائلاً : " إنـتـبه إلـىِّ . . . . أنا النـاســك . . . " ، فلم يتحرك الرجل . . .
فتقدم إليه طفله و قال بصوته الصغير الحنون : " يا أبت ألا تعرفنى ؟ "
فلم يبد الرجل حراكاً . . . و صاحت أسرته و أصحابه من حوله محاولين إيقاظه ، و لكن الناسك هز رأسه قانطاً و قال لهم : " لا فائدة . . . كيف يسمع كلام الآدميين من كان في قلبه مقدار نصف ذرة من محــبة الله ؟! "
و أخذ الطفل يصيح و يقول : " الذنب ذنبى . . . أنا الذى سألته أن يُرينى الله ! "
فالتفت إليه الناسك و قال كأنه يخاطب نفسه : (( أرأيتم . . . إن نصف ذرة من نور الله تكفى لتحطيم تركيبنا الآدمى و إتلاف جهازنا العقلى . . . )) .
. . . القصة السابقة هى إحدى قصص الكاتب الكبير توفيق الحكيم ، و هى توضح تصور الكثيرين عن الله
. . . و إن كان ذلك متحققاً فى العهد القديم . . . . . .
فقد حاول الكثيرون منذ سقوط آدم أن يقتربوا إلى الله ، لكنهم إرتدوا أمام القول
الرهيب ، { الأنسان لا يرانى و يعيش } خر 33: 20
. . . لقد نزل الرب فى نار على جبل سيناء و لم يستطع الشعب أن يحتمل ، فقالوا لموسى
" تكلم أنت معنا و نحن نسمع ، و لا تدع الله يتكلم معنا لئلا نموت " ، و لما أكتشف " منوح
أبو شمشون " إنه رأى الرب فى رؤيا صرخ قائلاً : " نموت لأننا رأينا الله " قض 13: 22
و هكذا عاشت البشرية أجيالاً تلهث وراء هذه الرؤيا دون جدوى । । .
كان الله فى نظر اليونان و الرومان إلهاً متعالياً يسكن وراء الجبال ، و لا يحفل بالبشر
و لا يهتم بهم . . .
كان الله متسامياً عن الأدراك البشرى لأن نور الله يبهر العين فتبدو عمياء لا تراه ،
فكيف إذن يتعرف عليه الأنسان الضعيف الحس و كيف يقـترب إليه ؟
و كيف يتصاعد إلى عرشه الأعلى و هو تراب . . . .
و مع أن الله كان يتكلم إلى البشر قديماً عن طريق أنبيائه الذين يلهمهم بكلامه و يتراءى لهم فى صور محسوسة للحظات كإمتلاء الخيمة بالضباب أو الصوت القادم من العليقة المشتعلة ، لكن الله بقى عالياً فى سمائه و الأنسان هابطاً فى طين الأرض و ظلمة الحسيات .
و سقراط الفيلسوف قال قديماً : " لا سبيل إلى معرفة الحقيقة إلا إذا جاء رب الحقيقة نفسه و أعلن ذاته للبشر " ،
فسقراط كان بمثابة نبى فى العالم الوثنى أنبأ بحاجة البشرية إلى هذا المُخلِص و إلى
هذا الحق الذى الذى يكشف ذاته للبشر .
و أخـــيــراً ، فقد جاء الحل حين تجسد الكلمة الإلهـية . . . .
{ الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع و طرق كثيرة ، كلمنا فى هذه الأيام لأخيرة
فى إبنه } عب 1: 1،2
و نلاحظ الفرق بين حرفى الجر " ب " و "فى " ، فالله الذى كلمنا بالأنبياء ، أخيراً كلمنا فى إبنه . . .
أى أنه أعلن نفسه لنا جسدياً فى صورة إنسان مثلنا
فى كل شىء ما خلا الخطية . . .
و هكذا صار الإله غير المرئى مرئياً و غير المحسوس
محسوساً دون أن يكف عن كونه الإله الروح المالىء كل مكان و زمان و المتعالى عن كل الأذهان . . .
يقول أحد الكُتاب : (( لو كتب الله عبارة < الله محبة >
بحروف من نور فى كبد السماء طوال العصور لما أدركت البشرية لُجة محبة الله مثلما أظهرها تجسد المسيح و صليبه الذى بيَّن الله به محبـتـه للبشـر ))
. . لو كان الله قد نزل في قوة لا هوته ، لكان الناس يرتعبون و يخافون . . و ما كان
إنسان يستطيع أن يقترب إليه . . ما كان تلميذه يوحنا يجرؤ أن يتكئ على صدره ، و ما كان
الأطفال يستطيعون أن يجروا نحوه و يهرعون إلى
حضنه . . . ، و ما كانت المرأة الخاطئة تستطيع أن
تتقدم نحوه و تمسح قدميه بشعرها . . . .بل ما كانت
السيدة العذراء مريم تستطيع أن تحمله على كتفها
أو تُرضعه من ثديها.
و يقول القديس أغسطينوس :
(( مباركة هي خطيئة آدم التي جلبت لجنسنا كل هذا
الخير و كل هذه النعم و البركات )) . .
. . . . مفهوم الله في كل الأديان شىء و في المسيحية شىء آخر . . .
فالله دائماً الديان المخيف . . . و لكنه في المسيحية الأب الحنون ، و ما أسعدنا بهذا
الأحساس ، فالمسيحية هي كمال العلاقة بين الله و الأنسان . . . . .
يقول نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي : " في أحد المؤتمرات العالمية للأديان الحية ،
أذكر كلمة قالها واحداً من غير المسيحيين ، قال : من المسيحية تعلمنا شيئاً جديداً رأينا الله
الذي يشارك الأنسان في الألم ، هذه الصورة غير موجودة في أى دين آخر ، لكنها موجودة
في الديانة المسيحية وحدها .
" إن السيد أخذ شكل العبد ،و أبن الله صار أبنا ً للأنسان ليجعل البشر أولاداً لله "
القديس يوحنا ذهبي الفم
لقد تجسد الله ليقترب إلينا نحن الضعفاء و ليتحدث إلينا باللغة
آلتي نفهمها حتى يُعلِن لنا حــُبه و يُعرِفنا بشخصه ، و يقودنا
بنعمته نحو السماء . . .
لقد إقترب إلينا حتى لا تظل فكرة الناس عن الألوهية أن
الله جبار و مخيف ، فأراد أن يجذبنا بالحب لا بالخوف .
. . . تحول الله في فكر الناس من إله جبار مخيف إلى إله
مُحب علاقته بالأنسان علاقة الأب بإبنه . . .


+ لا أعود أسميكم عبيداً بل أحباء لأن العبد لا يعرف إرادة سيده
++ متى صليتم فقولوا هكذا . . . يا أبانا الذي . . . مت 6: 9
+++ إله . . . أب واحد للكل 1يو 3 : 1 ++++ و أكون لكم أباً و أنتم تكونون لى بنين و بنات 2كو 6: 18
و يشبه القديس أثناسيوس لرسولي إلهنا في تجسده بالمعلم الصالح الذي لا ينتظر من
تلاميذه أن يرتفعوا إلى مستواه بل ينزل هو إلى مستواهم ليُعرفهم مقاصده و تعاليمه ، و هذا
هو الوضع المنطقى و المقبول ، أما أن يبقى في علياء سمائه و ينتظرنا حتى نتصاعد إليه
رغم ضعفنا و ترابيتنا ، فهذا هو عين المستحيل . . .
و يقول قداسة البابا كيرلس السادس : " هللوا مع كل الخليقة لأن رب الآنام شاء أن يفتقد
الأنسان بخلاصه ، فنزل من السماء و تمشى بيننا ، و لو كان قد ظهر لنا بلاهوته علناً لإحترقنا
و فنينا ، لهذا فقد كلمنا في أبنه ، و أخفى لاهوته في جسم بشريته ، و علمنا وسائط الخلاص و تمم بذاته فداءنا لينقـلنا إلى ملكوته السماوي "

و ما أجمل ترنيمة سمعتها قريبا تقول عارفين اللى خلق شمس و قمر و كل الدنيا و اللى نسمة منه تدوب كل الكون فى ثانية و اللى انفاسه تزلزل اساس الجبل و اللى ما يعرف نهاية وبدايته الأزل اقدر اقوله يا ابويا اقدر اقول له حبيبى اقدر اقول له إلهى و ابويا و حبيبى


ميلاد مجيد


السبت، 24 مايو 2008

العمق



" فدخل إحدى السفينتين التى كانت لسمعان و سأله ان يبعد قليلاً عن البر
ثم جـلس و صار يُعلم الجموع من
السفينة، و لما فرغ من الكلام قــال
لسمعان إبعد إلى العــمـــق و ألقوا
شباككم للصيد " لوقا 5 : 4

{ عندما رمى بى الله حصاة فى
بحيرة الحياة أحدثَت فـقاقيع على
سطحها ، و دوائر لا حصر لها و لكن ما أن وصلت إلى القاع حتى صرت هادئـاً ، و دائماً الذين وصلوا إلى القاع ، إلى العمــــق يصيرون هادئين ، أما االصغار فتعجبهم الفقاقيع التى يحدثونها على سطح الحياة } أحد الآباء

مــا أحوجنا هذه الأيام إلى االعمق فى كل شىء . . . .
العمـــق فى حياتنا الروحية و أعمالنا، فى عطائنا و حبنا ، فى خدمتنا و حتى فى محبتنا لإخوتنا .
أصبحنا للأسف الشديد نعيش بسطحية ، نعمل و نُقنع أنفسنا بأننا نعمل ، نُصلى و نُقنع أنفسنا
بأننا نصلى . . . . ، نحب و نُقنع أنفسنا أننا نحب ! ، . . . ، مع أن كل ما نفعله لا فائدة له،
ليس له ثمار ، إن لم يكن أولاً فيه العــمــق .


فى معجزة صيد السمك يقول الكتاب : " و لما فعلوا ذلك أمسكوا سمكاً كثيراً جداً فصارت شباكهم
تتخرق ، . . . . فأشاروا إلى شركائهم الذين فى السفينة الأخرى أن يأتوا و يساعدوهم "لو5 : 6،7
و لما دخلوا إلى العمق أمسكوا سمكاً كثيراً جداً مع أنهم تعبوا الليل كله بلا فائدة !
أى أنهم لم يجنوا ثماراً إلا بعد الدخول إلى العــمــق ، و نلاحظ أن هذه الثمار و البركات
التى نجنيها بعد دخولنا إلى العمق كثيرة جداً ، حتى أننا سندعو الآخرين ليشاركونا إياها . .
ما أجمل قول المرتل
: { كل مجــد إبـنـة المـلك من داخــل } مز 45
على الرغم من أنها مشتملة بأطراف موشــاة بالذهب، و مُزينة بأعمال كثيرة ،
و لكن كل مجدها و عــمــقــهــا فى داخلها ، و فى قـلبها . ليتنا تتخذ العمق فى حكمنا على الأشياء ، فلا ننخدع با لمظاهر الزائفة


داود النبى عندما نادى فى صلاته قال :
{ من الأعماق صرخت إليك يا رب ، يا رب إستمع صوتى } مز 130
و كأنه يقول : من عمق القلب و العاطفة ، من عمق الأستغاثة ، من عمق الأيمان و الثقة
بأنك ستستجيب لى . . . من عمق ضعفى و عجزى و عدم قدرتى . . .
ليس المهم هو طول الصلاة أو إنتقاء ألفاظها لكن المهم هو عمق المشاعر فيها ،
صــلاة الفريسى ، كانت أطول كثير اً من صلاة العشار و لكن الذى نزل إلى بيته مبرراً هو
العشار لو 18 : 14 لأنها كانت صلاة من العمق ، من عمق الإتضاع و الأنسحاق .
الصــلاة بعمق ، صلاة فيها شعور صلة بالله ، صلاة بعاطفة، بفهم . . . بتأمل . . . بشعور . . . بحب
صلاة روح و ليسست مجرد ألفاظ . . . ليس المهم فيها مقياس الطول بل مقياس العمق ، لأن
الكتبة و الفريسيين كانوا يُطيلون الصلاة لعـلة مت 23 : 14
يُحكى عن رجل بسيط مُسن كان إسمه عم بطرس ، كان يحب الرب يسوع جداً ، لكنه لم
يكن يعرف كيف يُصلى، كان يذهب إلى الكنيسة الساعة 11 صباحاً و لا يمكث أكثر من
خمسة دقائق فقط ، يرفع قلبه فى صلاة قائلاً : " يا يسوع ، بطرس هنا " ! ، ثم يخرج .
مرت الأيام و الرجل يصلى بنفس الطريقة ، و ذات مرة إنكسرت ساقه عندما كان يهبط


السلم ، فدخل المستشفى . . .
تألم بطرس جداً لأن أحداً لم يزوره . . .
و فى تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً سمع صوت يقول له :" يا بطرس ، يســوع هنا " !
لقد قدر الله صلاته الغالية برغم بساطتها و قصرها ،
و ذهب ليواسيه فى المستشفى .

جملة واحدة يقولها إنســان بعمق ، فيتقدم واحد من الأربعة و العشرين قسيساً ، فيأخذ هذه
الصلاة فى مجمرته الذهبية ، و يصعد بها إلى عرش الله ، كرائحة بخور مع صلوات القديسينرؤ5 :8
و آخــر يقول هذه الصلاة عشرات المرات ، و لا تصل واحدة منها ، كأنه لم يكن يصلى ! الصـــــلاة بـعـمــق هى التى نقلت جبل المقطم و حفظت دانيال فى جب الأسود


عمــق العطــاء :



عمــق العطــاء :


كمثال لعمق العطاء كانت تقدمة أبينا إبراهيم إبنه محرقة ، و هو فى عمق
المحبة لله ، كان يحب الله أكثر بكثير من إبنه الوحيد الذى تحبه نفسه ، و الذى ناله بعد
صبر سنوات طويلة . .
و أيضاً الأرملة التى قدمت فلسين ، لذلك مدحها الرب و قال أنها أعطت أكثر من الجميع ،
ليس لمقدار عطائها ، و إنما لعمقه ، لأنها أعطت من أعوازها مر 12 : 41 - 44
. . . و عمق العطاء نجده فى أمثلة أخرى كثيرة مثل الذى يقدم عشور أمواله و هو فى منتهى
العوز . . . . ، و الذى يعطى من وقته لخدمات دينية أو جتماعية أو إنسانية معينة مثل “فلورنس
نايتنجيل " التى لقبوها بالملاك الأبيض و " إليزابيث فراى " التى كرست حياتها كلها لرعاية السجينات
فى إنجلترا و "الأم تريزا " بخدماتها الإنسانية فى الهند ، و من يخدمون فى الهلال الأحمر ، و الملاجىء . . ، . . . ، بدون مقابل


عــمــق التـوبة :


كثيرون تابوا و رجعوا كما كانوا، لأن توبتهم لم تكن بعمق ، أما الذين
تابوا بعمق ، فلم يعودوا إلى الخطية مرة أخرى ، لأن التوبة كانت نقطة تحــول مصيرية فى
حياتهم تدرجوا منها إلى الكمال المسيحى مثل داود النبى فى إنسـحاقه و دموعه .
و أغسطينوس الذى قال عندما تاب
:


" وقفت على قمة العالم عندما صرت لا أشتهى شيئاً و لا أخاف شيئاً"


العــمق فى الصداقة و الحــب :


أخــان ، الحب الذى يجمع بينهما لا يوصف . . . .
مات الأب . . . . . تحول الحب إلى كراهية و قضايا فى المحاكم ، بسبب ماذا ؟؟!
بسبب الميراث و المال و الطمع و الجشع . . . .
و السبب إن ما كان بينهما من حب كان ينقــصه العــــــــــمــــــــــق .
صديقان لمدة 20 سنة ، و بسبب كلمة أو وشاية يسمعها أحدهما عن الآخـر ، يخاصمان بعضهما
20 سنة !!
لمثل هؤلاء يقول الكتاب :
“ عندى عليك أنك تركت محبتك الأولى “ رؤيا 2: 4
أما المحبة العميقة فيقول عنها الكتاب المقدس :


مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفىء المحبة و السيول لا تغمرها نش 8 : 7
هى محبة عميقة كمحبة الأم لرضيعها ، و مثل المحبة التى كانت بين " داود" و "ناثان " ، محبة
تصل إلى أن تصعد على الصليب لتبذل كمحبة يسوع المسيح الذى أحب حتى بذل يو 3: 6
محبة ليست بالكلام و لا باللسان بل بالعمل و الحق 1يو 3 : 18


العـــمــــق فى القراءة


ليس المهم أن تقرأ عدداً كبيراً من الإصحاحات
، إنما ما تتركه هذه القراءات فى نفسك من عمق و تأثير . . .
أن آية واحدة سمعها الشاب " أنطونيوس " ، و أخذها بعمــق أمكنها أن
تُغير حياته كلها . . .
فهل أنت تقرأ بنفس العمــق الذى إستمع به القديس " أنطونيوس " إلى تلك الآية ؟؟!
عمــق الشخـصية :



الشخصية العميقة لها عمق فى التفكير و التدبير ، عمق فى الذكاء و الفهم ،
كذلك فى العمل و المسئولية ، يناول كل شىء بعمق . . .
سر عبقرية العلماء الذين غيروا الكون بإكتشافاتهم و إختراعاتهم ، إنما يرجع أصلاً إلى عمق
تفكيرهم و تركيزهم . . .
فلتكن حياتنا نابعة من عمق إلى عمق .
من عمق محبتنا لله إلى عمق قلب الله و حب الناس

الأحد، 30 مارس 2008

كلمة السر


فى تكنولوجيا المعلومات و أجهزة الكمبيوتر و شبكة الإنترنت ، يستطيع أى شخص اختراق أنظمة كمبيوتر معينة أو موقع على الانترنيت و الحصول على المعلومات التى يريدها مهما بلغت درجة سريتها و لكن بشرط معرفة " كلمة السر " password الخاصة بهذا النظام أو الكمبيوتر أو موقع الإنترنت وعندها لن يوقفه أحد للحصول على كل ما يريد من معلومات. . . . . . . . .
كذلك البشرية منذ الأزل كانت واقعة فى قبضة العدو . .. . طُرد من جنة عدن ليسكن الأرض و يعمل فيها و سط أشواكها ، و كان الأنسان يحتاج إلى الخلاص . . .
. . . و لكى تُغلق أبواب الجحيم و تُفتح أبواب الفردوس كان لابد من كلمة سر معينة فماذا كانت ؟!
. . يُحكى أنه فى أثناء إحدى الحروب أن القائد قرر أن يقتل كل شخص فى إحدى القرى التى إقتحمها بجيوشه و لم ينج من أيدي جنوده إمرأة و لا طفل و لا شيخ فضلاً عن الرجال . .
و لكن واحداً من أهالى القرية لا حظ أن اللجنود بععد أن يدخلوا أى منزل و يقتلون كل من فيه ، يلطخون بالدم باب المنزل ليعلنوا أن الموت بالداخل ، و بسرعة إنضم الرجل إلى
أسرته ، و خطرت لهم فكرة . . . و بسرعة قاموا بذبح خروف ، و لطخوا باب المنزل بدمه ، فلما إقترب الجنود من المنزل و رأوا الباب ملطخ بدم الخروف ، لم يبدوا أى محاولة للدخول ، فقد ظنوا أن سكان المنزل قد ماتوا .
و هكذا قتُل كل أهالى القرية فيما عدا ذلك الرجل و أسرته الذين احتموا في دم الخروف .
و الكتاب المقدس فى الأصحاح 12 من سفر الخروج يخبرنا بقصة حدثت من آلاف السنين
عندما أهلك الله كل أبكار المصريين فى إحدى ضرباته العشرة . . . و أمر الله موسى النبى
بأن يقوم كل يهودى بذبح خروف و يلطخ باب منزله بعلامة الدم على العتبة و القائمتين ،
و كان الملاك المُهلِك إذا وجد علامة الدم يعبر ، و إذا لم يجدها يُهلِك البكر الذى فى البيت
" فأرى الدم و أعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك " خر 12: 13
. . . و هكذا إرتبط ذهن اليهودى القديم بأن الحياة التى يحياها هى بسبب الدم الذى كان على باب البيت .
" فبدون سفك دم لا نجاة ، و بدون سفك دم لا تحدث مغفرة " عب 9: 22
و ينبغى أن يسيطر هذا الفكر على حياتنا و هو أن حياتنا اليوم ماهى إلا ثمرة دم المسيح
. . . . و كما إستطاع البعض إختراق أنظمة كمبيوتر غاية فى التعقيد عن طريق التوصل لكلمة السر ، كذلك كان دم يسوع هو كلمة السر و هو كلمة العبور التى إخترق بها يسوع الجحيم و خلص البشرية . . . بالدم عبرنا من الهلاك إلى الخلاص .
أظنك الآن قد عرفت كلمة السر ، . . . . . . . إتها بالطبع دم .
و لكن . . . أى دم ؟؟
من المعروف أن كل معدن مهما كان يمكن إذابته فى أحد الأحماض Acids إلا معدن الذهب فإنه لا يذوب إلا فى مخلوط مُحضر من حامض النيتريك Nitric Acid و حامض الهيدروكلوريك و يسمى هذا المخلوط بالمــاء الملكى .
كذلك دم الخروف فى العهد القديم لم يكن له القوة فى عبور الملاك المُهلك إلا من خلال دم ربنا يسوع المسيح ، فدم ربنا يسوع المسيح لا يشاركه فى قوته دم خروف أو دم إنسان ، لأن الدم الألهى هو دم بلا عيب .
فمنذ القديم تدفقت أنهار الدماء من الذبائح . . .
و لكن هذه الذبائح ما كانت تروى قلب الله أو ترد غضبه . . . فقط كانت ترمز إلى الذبيحة
الفائقة و ذلك الدم الكريم " هل آكل لحم الثيران أو أشرب دم التيوس " مز 50 : 13
كانت البشرية تحتاج إلى دم ملكى فريد من نوعه ، و مثل معدن الذهب الذى لا يذوب إلا فى الماء الملكى ، كذلك خطايا البشرية لم يُذيبها إلا الدم الملكى دم يسوع .
و قصة الصليب ماهى إلا قصة دماء . . .
قصة الجلد و السحق . . . قصة الثقوب و الجروح . . .
كانت كل قطرة تسيل من دمه تقول
" و هو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه و بحبره شفينا
ظلم اما هو فتذلل و لم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح و كنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح
فاه أما الرب فسر بان يسحقه بالحزن ان جعل نفسه ذبيحة اثم يرى نسلا تطول ايامه
و مسرة الرب بيده تنجح
"


سمير كرم

الأربعاء، 19 مارس 2008

فيروس الحب



أحبــــك . . . .


ماذا تعنى هذه الكلمة بالنسبة لك ؟؟؟؟


فى يوم الخميس 4 مايو 2000 فوجئ مستخدمو الحاسب الآلي برسالة في بريدهم الإلكتروني تحت عنوان " أحبـــك " I Love You لتتحول فور فتحها إلى فيروس خطير يهاجم الملفات و يدمرها، و يصيب اللوحة الرئيسية فى الكمبيوتر Motherboard ليشل حركتها تماماً ، و توالد الفيروس بسرعة هائلة و إتجه إلى قائمة البريد المفتوحة فى ذلك الوقت مع الأصدقاء ، فدمر ملفاتهم و أجهزتهم أيضاً .
و هكذا انتشر فيروس" أحبك" من كمبيوتر إلى آخر و من بلد إلى آخر حتى إستطاع خلال ساعات تخريب نحو 45 مليون جهاز كمبيوتر .
أى نوع من الحب هذا الذى ما أن نقبله و نستجيب له يُدمِرنا ؟؟!
حقاً قال الكتاب المقدس " غاشة هي قبلات العدو "أم27 : 6
فكثيراً ما يقدم إلينا إبليس الشر فى صورة محبة تماماً مثل تلك الرسالة الإلكترونية التى تحمل فى ظاهرها الحب


و فى مضمونها التدمير .
لقد أقنع إبليس آدم و حواء قديماً و قال لهما


" تنفتح أعينكما و تصيران مثل الله، عارفين الخير و الشر " تكوين 3: 5
. . . .قدما لهما المشورة الخاطئة و كأنه يحبهما و يخاف على مصلحتهما ، و ما أن إستجابا حتى فقدا مكانهما فى الجنة . ، حقاً إنها نصيحة خادعة تحمل فى ظاهرها الحب و و فى مضمونها التدمير مثل ذلك الفيروس .
و يقول الخبراء أن الذى ساعد على إنتشار فيروس "أحـبك " بسرعة البرق هو تعطش الملايين من مستخدمى الإنترنت إلى رسائل الغرام و الحب التى تخفى فيها الفيروس ،
و لكن أى حب يبغيه هؤلاء ، . . . . أهو حب الشهوة ؟؟
أهو حب مثل حب أمنون أبن داود ؟؟
" أمنون " أبن داود أحب أخته " ثامار " حباً شهوانياً . . . طلب أن يزنى معها . .
. . أغتصبها عنوة ، و العجيب إنه بعد أن أفرغ شهوته ، أبغضها ، و تحول حبه
لها إلى كراهية حتى طردها عنه . . . ."
( أبغضها أمنون بغضة شديدة حتى أن البغضة التى أبغضها إياها كانت أشد من المحبة التى أحبها إياها )2 صم 13 : 15

أى حب هذا الذي ينقلب إلى كراهية شديدة جداَ ؟!
حقاً إنه حب خادع يحمل فى ظاهره الحب و و فى مضمونه التدمير مثل ذلك الفيروس .
و قديماً أصاب فيروس الحب الخادع رجل قوى إقترن إسمه بالجبار إسمه " شمشون" ،
و ستظل قصة شمشون القوى الجبار درساً على مر السنون ، لقد فقد قوته و نور عينيه
عندما سلم نفسه لأمرأة لعوب هى دليلة بعد أن أصابه فيروس الحب الخادع .
شمشون الذى صارع الأسد و قتل ألفى رجل بفك حمار غلبه فيروس الحب الخادع ، حب
دليلة و هو لم يكن حباً بل شهوة . " قضاة 16 "
كذلك داود مرنم إسرائيل الحلو ، الذى كان قلبه بحسب قلب الله ، داود الملك المنتصر ،ماذا
فعل به فيروس الحب الشهوانى ل بتشبع ، لقد قاده إلى القتل و الزنى 2 صم 12
بينما نرى يوسف الذى لم تستطع زوجة فوطيفار أن تصيبه بفيروس الحب الشهوانى لأنه
كان محصناً بالله ، و يتسائل القديس يوحنا ذهبى الفم :" قال أحدهم كيف قبلت المرأة المصرية التى أحبت يوسف أن تضره ؟، و السبب أنها أحبته حباً شهوانياً


و مع ذلك فهو لم يحبها بنفس حبها الشيطانى بل احبها بالحب الحقيقى الذي طالبنا به بولس الرسول "
لقد اتهمته ظلماً قائلة " أنه شتمنى و حسبنى زامية و أخطأ إلى زوجى و خانه أمام الله "
أما يوسف فإذ كان بالحقيقة يحبها حذرها من هذا كله " هوذا سيدى لا يعرف معى ما فى البيت " تك 39 : 8 ، " كيف اصنع هذا الشر العظيم و أخطىء إلى الله "

و هناك أيضاً فيروس حب المال الذى قال عنها الكتاب " محــبــة المــال أصل لكل
الشرور " 1تى6: 10
فالغنى الغبى أحب ماله جداً فقال " أهدم مخازنى و أبنى أعظم منها . . . و أقول
لنفسى ، يا نفسى لكِ خيرات كثيرة لسنين عديدة " . . . فقال له الله :" يا غبى ، فى هذه الليلة
تُطلب نفسك منك . . فهذه التى أعددتها لمن تكون ؟! لو 12: 16- 20
و لهذا قال الرب " أن من يحب نفسه يهلكها . . . " أى الذى يحبها محبة خاطئة تقودها إلى المتعة الجسدية أو إلى شهوات العالم فإنه يهلكها فيما يظن أنه قد وجد حياته .
أخى . . . . أختى . . . بدلاً من أن نستجيب و نسارع إلى فتح رسائل الحب الزائفة و نصدق أبليس عندما يقول
" أحبك" ، فتدمرنا تلك الرسائل و قد يصل التدمير إلى اللوحة الرئيسية أقصد القلب ،
هيا فلنسارع بالأستجابة لرسائل الحب الحقيقى المرسلة لنا من الله ، الذى أحبنا بلا مقابل،
الذى أخذ الذى لنا و أعطانا الذى له ، الذى جاء ليطلب و يخلص ما قد هلك لو 9: 10
و عندئذ سنسمج لله أن يدخل قلوبنا و عقولنا ، أن الله ينظر إلى قلب كل واحد منا و يقول
ههنا هو موضع راحتى إلى أبد الأبد ، ههنا أسكن لأنى أشتهيته مز 132
فنحن هياكل الله و روح الله يسكن فينا 1 كو 3: 16
عندما سُئل السيد المسيح ما هى الفضيلة العظمى فى الناموس قال هى المحبة :
" تحب الرب إلهك من كل قلبك و من كل فكرك و من كل قوتك ": تث 6: 5و الثانية


مثلها " تحب قريبك كنفسك " مت 22: 35 –40



سمير كرم
9-6-2000

الثلاثاء، 18 مارس 2008

من وسط الأمواج و الصخور



من وسط الأمواج والصخور .. . .
من قلب الخطايا والفجور
دعـيـتـك تاخذ بإيدى يا ربى
دعيتك تهـدينى للـنور
حاطط كل أملى فيـك
مش عايز مال و لا قصـــور
مش عايز غير إيدك فى إيدى
عــــلشـــان أكــون مســــرور

فى جــبــال الآثـام و بـــــــــحــــور الآلام
إنــــحنـــت نفـــسى و ضاعـــــت الأحـــــلام
لكن عـندك أنـت بألقى راحة و السلام
عندك أُلقـى همى و فـى حـــضــنك أنــــام

عند صليبك هأسيب دموعى من غير كلام
دموعى هى كلامى و توبتـــى لــرب الآنام
توبنى يا رب فأتوب علشان أعيش فى ســلام








سمير كرم

الاثنين، 17 مارس 2008

الصورة الإفتراضية

تأملات كمبيوروحية 1
الصورة الإفتراضية

أتصل بى أحد الأصدقاء يطلب مساعدتى لأن الكمبيوتر الخاص به أصبح لا يعمل بطريقة صحيحة نتيجة وجود أخطاء فى نظام التشغيل .
و عندما ذهبت إلى صديقى و جلست أمام الكمبيوتر الخاص به ، إكتشفت وجود أخطاء عديدة فى نظام التشغيل ، مما جعل الكمبيوتر يصدر أخطاء كثيرة و نتائج غير متوقعة .
و مع أنه يمكن حل مثل هذه المشاكل بإزالة نظام التشغيل تماماً ، و إعادة تنصيبه (إنشائه) من جديد على الكمبيوتر ، إلا أن صديقى طلب منى حل مشاكل نظام التشغيل بدون إزالته ، لأن هناك العديد من البرامج الهامة سيفقدها نتيجة لذلك .
بعد ساعة قضيتها أمام الكمبيوتر عاد النظام يعمل من جديد بمنتهى الكفاءة ، و إندهش صديقى ،
و سألنى صديقى : كيف أستطعت التغلب على مشاكل و أخطاء نظام التشغيل دون إزالته
و تنصيبه (إنشائه) من جديد ؟!
قلت له: كل ما فعلته ببساطة اننى أعدت إعدادات نظام التشغيل إلى ما يسمى بالحالة الإفتراضية Default حيث أعدت كل شىء إلى حالته الأصلية كما أنشأها صانعو

و مبرمجو نظام التشغيل الأصليين فعمل نظام التشغيل و بالتالى الكمبيوتر بكفاءة عالية ، ذلك لأن المبرمج الأصلى للنظام هو أكثر من يفهمه .
و هذا ما فعله الله معنا . .
الله خلق الإنسان على صورته و مثاله ، على الصورة الإفتراضية الأصلية مقدساً و عاش مع الله ، لكن الإنسان سقط و فسد و تلوثت صورته الأصلية ،ولأن أجرة الخطية هى موت رو6: 23
فقد طرد الإنسان من الفردوس . .
و بعد السقوط المدوى للإنسان فى فخ الخطية لم يشأ الله أن يُفنى الإنسان و يخلق إنسان جديد يعيش بحسب وصاياه مع أن ذلك كان أسهل كثيراً .
و لأن الله خلقه على صورته و مثاله أراد أن يصحح و يعيد الصورة الإفتراضية النقية للإنسان دون إزالتها أو تدميرها ،لذلك كان التجسد ، تجسد الله الكلمة و فى تجسده كل الحب ،" و الكلمة صار جسداً و سكن فينا " يو 1: 14
لذلك يشبه القديس أثناسيوس الرسولى التجسد بأب له إبن وحيد و هذا الإبن سيسافر طويلاً ، إستدعى الأب فناناً و طلب منه أن يرسم صورة جميلة لأبنه يراه فيها أثناء غيبته ، وبالفعل قام الرسام برسم الصورة ، و بعد فترة سقط على هذه الصورة اشياء شوهتها تماماً ، فماذا يفعل الأب و الإبن كان قد سافر فعلاً ؟ ، إستدعى الأب الفنان طالباً من تجديد الصورة ،
و لكن الفنان طلب عودة الأبن من سفره ليعيد رسم الصورة .
و لما عاد الإبن أراد الفنان أن يمزق الصورة القديمة المشوهة و يرسم صورة جديدة من البداية ، لكن لأب إعترض بشدة قائلاً له : جدد لى الصورة القديمة و لا تمزقها لأنها كانت تحمل لى كل يوم صورة إبنى الحبيب ، و هكذا أعاد الفنان الملهم رسم الصورة فى نفس الصفحة القديمة .
ويقول القديس كيرلس الإسكندرى "لقد وجد الله أن الأنسان صار فى نفسه بهيمياً ، فوضع نفسه فى المذود حيث توضع الأعلاف حتى نتغير عن طبعنا الحيوانى نرجع ثانية إلى الحكمة التى تتناسب مع بشريتنا فنتجه لا إلى أعلاف حيوانية بل إلى الخبز السماوى لحياة هذا الجسد"
لذلك قال أحد الكتاب " لو كتب الله عبارة الله محبة بحروف من نور فى كبد السماء طوال العصور لما أدركت البشرية لجة محبة الله مثلما أظهرها تجسد المسيح و صليبه "
و يتغنى القديس أغسطينوس بخطيئة آدم قائلاً : مباركة هى خطيئة آدم التى جلبت لجنسنا كل هذا الخير و كل هذه النعم و البركات .
رأينا فى السيد المسيح الله الذى يهتم بنا ، " الكلمة صار جسداً و سكن فينا " يو 1: 14
الله جعلنا مسكناً له عوضاً عن قدس الأقداس الذى كان يسكن فيه العهد القديم لأن هيكل الله المقدس الذى أنتم هو 1كو 3: 17 ، " هوذا مسكن الله مع الناس " رؤ 21: 10
الله لا يُسر بالسماء مسكناً له بل هو واقف على بابك يقرع لكى تفتح له رؤ3: 22 الله ينظر إلى قلبك و يقول ههنا أسكن لنى اشتهيته مز 132 ،
و ما دام يسوع قد سكن فينا . . . بداخلنا . . . فلنعلم أن مسيحيتنا دائماً أيجابية ، فالسيد المسيح قال " أن احبنى أحد يحفظ كلامى و يحبه أبى و إليه نأتى و عنده نصنع منزلاً " يو 14: 23
و الآن هل فى قلبك متسع ليسوع هل فى قلبك مزود ليسوع ؟ هل أنت مستعد للتغيير إلى الصورة الأفتراضية الأصلية النقية ؟أن الله يطلب منك على الدوام " يا بنى أعطنى قلبك " أمثال 23: 26 ،
و عندما تسلم ليسوع قلبك و تجعل به متسعاً له فهو يعطيك قلباً جديداً و يضع روحاً جديدة فى داخلك حز36 : 26
ليتنا فى عيد الميلاد بدلاً من أن نرتدى الملابس الجديدة ، نتغير عن شكلنا حتى يكون لنا قلب جديد متسع ليسوع ، متسع لكل الناس .
"تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم " رومية 12: 2



E-mail: samirkaram2000@yahoo.com
samirkaram2008@gmail.com