الاثنين، 17 مارس 2008

الصورة الإفتراضية

تأملات كمبيوروحية 1
الصورة الإفتراضية

أتصل بى أحد الأصدقاء يطلب مساعدتى لأن الكمبيوتر الخاص به أصبح لا يعمل بطريقة صحيحة نتيجة وجود أخطاء فى نظام التشغيل .
و عندما ذهبت إلى صديقى و جلست أمام الكمبيوتر الخاص به ، إكتشفت وجود أخطاء عديدة فى نظام التشغيل ، مما جعل الكمبيوتر يصدر أخطاء كثيرة و نتائج غير متوقعة .
و مع أنه يمكن حل مثل هذه المشاكل بإزالة نظام التشغيل تماماً ، و إعادة تنصيبه (إنشائه) من جديد على الكمبيوتر ، إلا أن صديقى طلب منى حل مشاكل نظام التشغيل بدون إزالته ، لأن هناك العديد من البرامج الهامة سيفقدها نتيجة لذلك .
بعد ساعة قضيتها أمام الكمبيوتر عاد النظام يعمل من جديد بمنتهى الكفاءة ، و إندهش صديقى ،
و سألنى صديقى : كيف أستطعت التغلب على مشاكل و أخطاء نظام التشغيل دون إزالته
و تنصيبه (إنشائه) من جديد ؟!
قلت له: كل ما فعلته ببساطة اننى أعدت إعدادات نظام التشغيل إلى ما يسمى بالحالة الإفتراضية Default حيث أعدت كل شىء إلى حالته الأصلية كما أنشأها صانعو

و مبرمجو نظام التشغيل الأصليين فعمل نظام التشغيل و بالتالى الكمبيوتر بكفاءة عالية ، ذلك لأن المبرمج الأصلى للنظام هو أكثر من يفهمه .
و هذا ما فعله الله معنا . .
الله خلق الإنسان على صورته و مثاله ، على الصورة الإفتراضية الأصلية مقدساً و عاش مع الله ، لكن الإنسان سقط و فسد و تلوثت صورته الأصلية ،ولأن أجرة الخطية هى موت رو6: 23
فقد طرد الإنسان من الفردوس . .
و بعد السقوط المدوى للإنسان فى فخ الخطية لم يشأ الله أن يُفنى الإنسان و يخلق إنسان جديد يعيش بحسب وصاياه مع أن ذلك كان أسهل كثيراً .
و لأن الله خلقه على صورته و مثاله أراد أن يصحح و يعيد الصورة الإفتراضية النقية للإنسان دون إزالتها أو تدميرها ،لذلك كان التجسد ، تجسد الله الكلمة و فى تجسده كل الحب ،" و الكلمة صار جسداً و سكن فينا " يو 1: 14
لذلك يشبه القديس أثناسيوس الرسولى التجسد بأب له إبن وحيد و هذا الإبن سيسافر طويلاً ، إستدعى الأب فناناً و طلب منه أن يرسم صورة جميلة لأبنه يراه فيها أثناء غيبته ، وبالفعل قام الرسام برسم الصورة ، و بعد فترة سقط على هذه الصورة اشياء شوهتها تماماً ، فماذا يفعل الأب و الإبن كان قد سافر فعلاً ؟ ، إستدعى الأب الفنان طالباً من تجديد الصورة ،
و لكن الفنان طلب عودة الأبن من سفره ليعيد رسم الصورة .
و لما عاد الإبن أراد الفنان أن يمزق الصورة القديمة المشوهة و يرسم صورة جديدة من البداية ، لكن لأب إعترض بشدة قائلاً له : جدد لى الصورة القديمة و لا تمزقها لأنها كانت تحمل لى كل يوم صورة إبنى الحبيب ، و هكذا أعاد الفنان الملهم رسم الصورة فى نفس الصفحة القديمة .
ويقول القديس كيرلس الإسكندرى "لقد وجد الله أن الأنسان صار فى نفسه بهيمياً ، فوضع نفسه فى المذود حيث توضع الأعلاف حتى نتغير عن طبعنا الحيوانى نرجع ثانية إلى الحكمة التى تتناسب مع بشريتنا فنتجه لا إلى أعلاف حيوانية بل إلى الخبز السماوى لحياة هذا الجسد"
لذلك قال أحد الكتاب " لو كتب الله عبارة الله محبة بحروف من نور فى كبد السماء طوال العصور لما أدركت البشرية لجة محبة الله مثلما أظهرها تجسد المسيح و صليبه "
و يتغنى القديس أغسطينوس بخطيئة آدم قائلاً : مباركة هى خطيئة آدم التى جلبت لجنسنا كل هذا الخير و كل هذه النعم و البركات .
رأينا فى السيد المسيح الله الذى يهتم بنا ، " الكلمة صار جسداً و سكن فينا " يو 1: 14
الله جعلنا مسكناً له عوضاً عن قدس الأقداس الذى كان يسكن فيه العهد القديم لأن هيكل الله المقدس الذى أنتم هو 1كو 3: 17 ، " هوذا مسكن الله مع الناس " رؤ 21: 10
الله لا يُسر بالسماء مسكناً له بل هو واقف على بابك يقرع لكى تفتح له رؤ3: 22 الله ينظر إلى قلبك و يقول ههنا أسكن لنى اشتهيته مز 132 ،
و ما دام يسوع قد سكن فينا . . . بداخلنا . . . فلنعلم أن مسيحيتنا دائماً أيجابية ، فالسيد المسيح قال " أن احبنى أحد يحفظ كلامى و يحبه أبى و إليه نأتى و عنده نصنع منزلاً " يو 14: 23
و الآن هل فى قلبك متسع ليسوع هل فى قلبك مزود ليسوع ؟ هل أنت مستعد للتغيير إلى الصورة الأفتراضية الأصلية النقية ؟أن الله يطلب منك على الدوام " يا بنى أعطنى قلبك " أمثال 23: 26 ،
و عندما تسلم ليسوع قلبك و تجعل به متسعاً له فهو يعطيك قلباً جديداً و يضع روحاً جديدة فى داخلك حز36 : 26
ليتنا فى عيد الميلاد بدلاً من أن نرتدى الملابس الجديدة ، نتغير عن شكلنا حتى يكون لنا قلب جديد متسع ليسوع ، متسع لكل الناس .
"تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم " رومية 12: 2



E-mail: samirkaram2000@yahoo.com
samirkaram2008@gmail.com

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

hi
اشكرك على مدونتك
انا لقس رفيق عندى مدونه نفسى نتعاون فى التعليقات المتابادله
وهى:
barnabasme.blogspot.com