إلهاً قديراً ، أباً أبدياً ، رئيس السلام أش 9 : 6
كان فى سالف العصر والأوان رجل طيب السريرة صافى الضمير رزقه الله طفلاً ذكى الفؤاد ذلق اللسان ، فكانت أمتع لحظاته ساعة يجلس إلى طفله يتحادثان كأنهما صديقان .
نظر الرجل يوماً إلى طفله و قال : " شكراً لله . . . . أنت نعمة من الله ! "
فقال الطفل : " إنك يا أبت تتحدث كثيراً عن الله . . . . أرنى الله ! "
الرجل : " ماذا تقول يا بنى ؟؟ " ، لفظها الرجل فاغر الفم ذاهل الفكر فهذا طلب من الطفل
غريب لا يدرى بما يجيب عنه . . . . ثم إلتفت إلى إبنه مردد اً كالمخاطب نفسه :
" أتريد أن أُريك الله ؟؟ . . . كيف أريك ما لم أره أنا نفسى ؟؟
الطفل : " و لماذا يا أبت لم تره ؟ ! "
الرجل : " لأننى لم أفكر فى ذلك قبل الآن . . . "
الطفل : " و إذا طلبت إليك أن تذهب لتـراه ثم ترينى إياه ؟
الرجل : " سأفعل يا بنى . . . سأفعل . . . "
نهض الرجل و مضى يطوف المدينة يسأل الناس عن بغيته ، فسخروا منه ،
فذهب إلى رجال الدين ، فحاوروه و جادلوه بنصوص محفوظة ، فلم يخرج منهم بطائل
. . . فتركهم يائساً و مشى فى الطرقات مغموماً إلى أن قابل أحد أصدقاءوه فأخبره أن هناك
ناسكاً يسكن فى طرف المدينة لا يسأل الله شيئـاً ، إلا و إستجاب له .
ذهـب الرجل تواً إلى ذلك الناسك العجوز و قال له :
- " جئتك فى أمر أرجو ألا تردنى عنه خائباً . "
رفع الناسك رأسه و تكلم بصوت عميق لطيف قائلاً : " أيها الرجل أعرض حاجتك . . . "
الرجــل : " أريد أن تُـــرنـى الله ! "
الناسـك : " أيها الرجل إن الله لا يُرى بأدواتنا البصرية ، و لا يُدرك بحواسنا الجسدية ، و هل
تسبر عمق البحر بلإصبع التى تسبر عمق الكاس ؟ "
الرجــل : " و كيف أراه إذن ؟؟ "
الناسك : " إذا تكشف لروحك و إذا ظفرت بمحبته "
توسل الرجل إلى الناسك قائلاً : " أيها لناسك الصالح ، ســل الله أن يرزقنى شيئـاً من محبته "
الناسك : " تواضع أيها الرجل و أطلب قليل القليل . "
نظر الرجل يوماً إلى طفله و قال : " شكراً لله . . . . أنت نعمة من الله ! "
فقال الطفل : " إنك يا أبت تتحدث كثيراً عن الله . . . . أرنى الله ! "
الرجل : " ماذا تقول يا بنى ؟؟ " ، لفظها الرجل فاغر الفم ذاهل الفكر فهذا طلب من الطفل
غريب لا يدرى بما يجيب عنه . . . . ثم إلتفت إلى إبنه مردد اً كالمخاطب نفسه :
" أتريد أن أُريك الله ؟؟ . . . كيف أريك ما لم أره أنا نفسى ؟؟
الطفل : " و لماذا يا أبت لم تره ؟ ! "
الرجل : " لأننى لم أفكر فى ذلك قبل الآن . . . "
الطفل : " و إذا طلبت إليك أن تذهب لتـراه ثم ترينى إياه ؟
الرجل : " سأفعل يا بنى . . . سأفعل . . . "
نهض الرجل و مضى يطوف المدينة يسأل الناس عن بغيته ، فسخروا منه ،
فذهب إلى رجال الدين ، فحاوروه و جادلوه بنصوص محفوظة ، فلم يخرج منهم بطائل
. . . فتركهم يائساً و مشى فى الطرقات مغموماً إلى أن قابل أحد أصدقاءوه فأخبره أن هناك
ناسكاً يسكن فى طرف المدينة لا يسأل الله شيئـاً ، إلا و إستجاب له .
ذهـب الرجل تواً إلى ذلك الناسك العجوز و قال له :
- " جئتك فى أمر أرجو ألا تردنى عنه خائباً . "
رفع الناسك رأسه و تكلم بصوت عميق لطيف قائلاً : " أيها الرجل أعرض حاجتك . . . "
الرجــل : " أريد أن تُـــرنـى الله ! "
الناسـك : " أيها الرجل إن الله لا يُرى بأدواتنا البصرية ، و لا يُدرك بحواسنا الجسدية ، و هل
تسبر عمق البحر بلإصبع التى تسبر عمق الكاس ؟ "
الرجــل : " و كيف أراه إذن ؟؟ "
الناسك : " إذا تكشف لروحك و إذا ظفرت بمحبته "
توسل الرجل إلى الناسك قائلاً : " أيها لناسك الصالح ، ســل الله أن يرزقنى شيئـاً من محبته "
الناسك : " تواضع أيها الرجل و أطلب قليل القليل . "
الرجــل : " فلأطلب إذن مقدار درهم من محبته . . . "
الناسك : " ياللطمع . . . هذا كثير . . . كثير . . . تواضع . . . تواضع . . . "
الرجــل : " مثـقـال ذرة من محبته . . . "
الناسك : " لا تطيق مثقال ذرة منها . . . "
الرجل : " نصف ذرة إذن . . . . "
الناسك : " ربما . . . "
. . . . . و رفع الناسك رأسه إلى السماء و قال :
" يا رب أرزقه نصف ذرة من محبـتـك . . . "
. . . . . . . . . و قام الرجل و إنصرف . . . .
. . . . . . و مرت الأيام و إذ ا أسرة الرجل و طفله
و أصدقاءوه يأتون إلى الناسك و يخبرونه بأن الرجل لم يعد إلى منزله منذ تركه . . . ، و إنه إختفى و لا يدرى أحد مكانه . . . .
فنهض معهم الناسك قلقاً ، و لبثوا يبحثون عنه زمناً . . . إلى أن
صادفوا جماعة من الرعاة قالوا لهم ، إن الرجل قد جُن و ذهب
إلى الجبال و دلوهم على مكانه فذهبوا إليه . . .
وجدوه قائماً على صخرة شاخصاً ببصره إلى السماء ، فسلموا عليه ، فلم يرد السلام . . .
فتقدم الناسك إليه قائلاً : " إنـتـبه إلـىِّ . . . . أنا النـاســك . . . " ، فلم يتحرك الرجل . . .
فتقدم إليه طفله و قال بصوته الصغير الحنون : " يا أبت ألا تعرفنى ؟ "
فلم يبد الرجل حراكاً . . . و صاحت أسرته و أصحابه من حوله محاولين إيقاظه ، و لكن الناسك هز رأسه قانطاً و قال لهم : " لا فائدة . . . كيف يسمع كلام الآدميين من كان في قلبه مقدار نصف ذرة من محــبة الله ؟! "
و أخذ الطفل يصيح و يقول : " الذنب ذنبى . . . أنا الذى سألته أن يُرينى الله ! "
فالتفت إليه الناسك و قال كأنه يخاطب نفسه : (( أرأيتم . . . إن نصف ذرة من نور الله تكفى لتحطيم تركيبنا الآدمى و إتلاف جهازنا العقلى . . . )) .
. . . القصة السابقة هى إحدى قصص الكاتب الكبير توفيق الحكيم ، و هى توضح تصور الكثيرين عن الله
. . . و إن كان ذلك متحققاً فى العهد القديم . . . . . .
فقد حاول الكثيرون منذ سقوط آدم أن يقتربوا إلى الله ، لكنهم إرتدوا أمام القول
الرهيب ، { الأنسان لا يرانى و يعيش } خر 33: 20
. . . لقد نزل الرب فى نار على جبل سيناء و لم يستطع الشعب أن يحتمل ، فقالوا لموسى
" تكلم أنت معنا و نحن نسمع ، و لا تدع الله يتكلم معنا لئلا نموت " ، و لما أكتشف " منوح
أبو شمشون " إنه رأى الرب فى رؤيا صرخ قائلاً : " نموت لأننا رأينا الله " قض 13: 22
الناسك : " ياللطمع . . . هذا كثير . . . كثير . . . تواضع . . . تواضع . . . "
الرجــل : " مثـقـال ذرة من محبته . . . "
الناسك : " لا تطيق مثقال ذرة منها . . . "
الرجل : " نصف ذرة إذن . . . . "
الناسك : " ربما . . . "
. . . . . و رفع الناسك رأسه إلى السماء و قال :
" يا رب أرزقه نصف ذرة من محبـتـك . . . "
. . . . . . . . . و قام الرجل و إنصرف . . . .
. . . . . . و مرت الأيام و إذ ا أسرة الرجل و طفله
و أصدقاءوه يأتون إلى الناسك و يخبرونه بأن الرجل لم يعد إلى منزله منذ تركه . . . ، و إنه إختفى و لا يدرى أحد مكانه . . . .
فنهض معهم الناسك قلقاً ، و لبثوا يبحثون عنه زمناً . . . إلى أن
صادفوا جماعة من الرعاة قالوا لهم ، إن الرجل قد جُن و ذهب
إلى الجبال و دلوهم على مكانه فذهبوا إليه . . .
وجدوه قائماً على صخرة شاخصاً ببصره إلى السماء ، فسلموا عليه ، فلم يرد السلام . . .
فتقدم الناسك إليه قائلاً : " إنـتـبه إلـىِّ . . . . أنا النـاســك . . . " ، فلم يتحرك الرجل . . .
فتقدم إليه طفله و قال بصوته الصغير الحنون : " يا أبت ألا تعرفنى ؟ "
فلم يبد الرجل حراكاً . . . و صاحت أسرته و أصحابه من حوله محاولين إيقاظه ، و لكن الناسك هز رأسه قانطاً و قال لهم : " لا فائدة . . . كيف يسمع كلام الآدميين من كان في قلبه مقدار نصف ذرة من محــبة الله ؟! "
و أخذ الطفل يصيح و يقول : " الذنب ذنبى . . . أنا الذى سألته أن يُرينى الله ! "
فالتفت إليه الناسك و قال كأنه يخاطب نفسه : (( أرأيتم . . . إن نصف ذرة من نور الله تكفى لتحطيم تركيبنا الآدمى و إتلاف جهازنا العقلى . . . )) .
. . . القصة السابقة هى إحدى قصص الكاتب الكبير توفيق الحكيم ، و هى توضح تصور الكثيرين عن الله
. . . و إن كان ذلك متحققاً فى العهد القديم . . . . . .
فقد حاول الكثيرون منذ سقوط آدم أن يقتربوا إلى الله ، لكنهم إرتدوا أمام القول
الرهيب ، { الأنسان لا يرانى و يعيش } خر 33: 20
. . . لقد نزل الرب فى نار على جبل سيناء و لم يستطع الشعب أن يحتمل ، فقالوا لموسى
" تكلم أنت معنا و نحن نسمع ، و لا تدع الله يتكلم معنا لئلا نموت " ، و لما أكتشف " منوح
أبو شمشون " إنه رأى الرب فى رؤيا صرخ قائلاً : " نموت لأننا رأينا الله " قض 13: 22
و هكذا عاشت البشرية أجيالاً تلهث وراء هذه الرؤيا دون جدوى । । .
كان الله فى نظر اليونان و الرومان إلهاً متعالياً يسكن وراء الجبال ، و لا يحفل بالبشر
و لا يهتم بهم . . .
كان الله متسامياً عن الأدراك البشرى لأن نور الله يبهر العين فتبدو عمياء لا تراه ،
فكيف إذن يتعرف عليه الأنسان الضعيف الحس و كيف يقـترب إليه ؟
و كيف يتصاعد إلى عرشه الأعلى و هو تراب . . . .
و مع أن الله كان يتكلم إلى البشر قديماً عن طريق أنبيائه الذين يلهمهم بكلامه و يتراءى لهم فى صور محسوسة للحظات كإمتلاء الخيمة بالضباب أو الصوت القادم من العليقة المشتعلة ، لكن الله بقى عالياً فى سمائه و الأنسان هابطاً فى طين الأرض و ظلمة الحسيات .
و لا يهتم بهم . . .
كان الله متسامياً عن الأدراك البشرى لأن نور الله يبهر العين فتبدو عمياء لا تراه ،
فكيف إذن يتعرف عليه الأنسان الضعيف الحس و كيف يقـترب إليه ؟
و كيف يتصاعد إلى عرشه الأعلى و هو تراب . . . .
و مع أن الله كان يتكلم إلى البشر قديماً عن طريق أنبيائه الذين يلهمهم بكلامه و يتراءى لهم فى صور محسوسة للحظات كإمتلاء الخيمة بالضباب أو الصوت القادم من العليقة المشتعلة ، لكن الله بقى عالياً فى سمائه و الأنسان هابطاً فى طين الأرض و ظلمة الحسيات .
و سقراط الفيلسوف قال قديماً : " لا سبيل إلى معرفة الحقيقة إلا إذا جاء رب الحقيقة نفسه و أعلن ذاته للبشر " ،
فسقراط كان بمثابة نبى فى العالم الوثنى أنبأ بحاجة البشرية إلى هذا المُخلِص و إلى
هذا الحق الذى الذى يكشف ذاته للبشر .
و أخـــيــراً ، فقد جاء الحل حين تجسد الكلمة الإلهـية . . . .
{ الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع و طرق كثيرة ، كلمنا فى هذه الأيام لأخيرة
فى إبنه } عب 1: 1،2
و نلاحظ الفرق بين حرفى الجر " ب " و "فى " ، فالله الذى كلمنا بالأنبياء ، أخيراً كلمنا فى إبنه . . .
أى أنه أعلن نفسه لنا جسدياً فى صورة إنسان مثلنا
فى كل شىء ما خلا الخطية . . .
و هكذا صار الإله غير المرئى مرئياً و غير المحسوس
محسوساً دون أن يكف عن كونه الإله الروح المالىء كل مكان و زمان و المتعالى عن كل الأذهان . . .
يقول أحد الكُتاب : (( لو كتب الله عبارة < الله محبة >
بحروف من نور فى كبد السماء طوال العصور لما أدركت البشرية لُجة محبة الله مثلما أظهرها تجسد المسيح و صليبه الذى بيَّن الله به محبـتـه للبشـر ))
فسقراط كان بمثابة نبى فى العالم الوثنى أنبأ بحاجة البشرية إلى هذا المُخلِص و إلى
هذا الحق الذى الذى يكشف ذاته للبشر .
و أخـــيــراً ، فقد جاء الحل حين تجسد الكلمة الإلهـية . . . .
{ الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع و طرق كثيرة ، كلمنا فى هذه الأيام لأخيرة
فى إبنه } عب 1: 1،2
و نلاحظ الفرق بين حرفى الجر " ب " و "فى " ، فالله الذى كلمنا بالأنبياء ، أخيراً كلمنا فى إبنه . . .
أى أنه أعلن نفسه لنا جسدياً فى صورة إنسان مثلنا
فى كل شىء ما خلا الخطية . . .
و هكذا صار الإله غير المرئى مرئياً و غير المحسوس
محسوساً دون أن يكف عن كونه الإله الروح المالىء كل مكان و زمان و المتعالى عن كل الأذهان . . .
يقول أحد الكُتاب : (( لو كتب الله عبارة < الله محبة >
بحروف من نور فى كبد السماء طوال العصور لما أدركت البشرية لُجة محبة الله مثلما أظهرها تجسد المسيح و صليبه الذى بيَّن الله به محبـتـه للبشـر ))
. . لو كان الله قد نزل في قوة لا هوته ، لكان الناس يرتعبون و يخافون . . و ما كان
إنسان يستطيع أن يقترب إليه . . ما كان تلميذه يوحنا يجرؤ أن يتكئ على صدره ، و ما كان
الأطفال يستطيعون أن يجروا نحوه و يهرعون إلى
حضنه . . . ، و ما كانت المرأة الخاطئة تستطيع أن
تتقدم نحوه و تمسح قدميه بشعرها . . . .بل ما كانت
السيدة العذراء مريم تستطيع أن تحمله على كتفها
أو تُرضعه من ثديها.
و يقول القديس أغسطينوس :
(( مباركة هي خطيئة آدم التي جلبت لجنسنا كل هذا
الخير و كل هذه النعم و البركات )) . .
. . . . مفهوم الله في كل الأديان شىء و في المسيحية شىء آخر . . .
فالله دائماً الديان المخيف . . . و لكنه في المسيحية الأب الحنون ، و ما أسعدنا بهذا
الأحساس ، فالمسيحية هي كمال العلاقة بين الله و الأنسان . . . . .
يقول نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي : " في أحد المؤتمرات العالمية للأديان الحية ،
أذكر كلمة قالها واحداً من غير المسيحيين ، قال : من المسيحية تعلمنا شيئاً جديداً رأينا الله
الذي يشارك الأنسان في الألم ، هذه الصورة غير موجودة في أى دين آخر ، لكنها موجودة
في الديانة المسيحية وحدها .
" إن السيد أخذ شكل العبد ،و أبن الله صار أبنا ً للأنسان ليجعل البشر أولاداً لله "
القديس يوحنا ذهبي الفم
لقد تجسد الله ليقترب إلينا نحن الضعفاء و ليتحدث إلينا باللغة
آلتي نفهمها حتى يُعلِن لنا حــُبه و يُعرِفنا بشخصه ، و يقودنا
بنعمته نحو السماء . . .
لقد إقترب إلينا حتى لا تظل فكرة الناس عن الألوهية أن
الله جبار و مخيف ، فأراد أن يجذبنا بالحب لا بالخوف .
. . . تحول الله في فكر الناس من إله جبار مخيف إلى إله
مُحب علاقته بالأنسان علاقة الأب بإبنه . . .
+ لا أعود أسميكم عبيداً بل أحباء لأن العبد لا يعرف إرادة سيده
++ متى صليتم فقولوا هكذا . . . يا أبانا الذي . . . مت 6: 9
+++ إله . . . أب واحد للكل 1يو 3 : 1 ++++ و أكون لكم أباً و أنتم تكونون لى بنين و بنات 2كو 6: 18
و يشبه القديس أثناسيوس لرسولي إلهنا في تجسده بالمعلم الصالح الذي لا ينتظر من
تلاميذه أن يرتفعوا إلى مستواه بل ينزل هو إلى مستواهم ليُعرفهم مقاصده و تعاليمه ، و هذا
هو الوضع المنطقى و المقبول ، أما أن يبقى في علياء سمائه و ينتظرنا حتى نتصاعد إليه
رغم ضعفنا و ترابيتنا ، فهذا هو عين المستحيل . . .
و يقول قداسة البابا كيرلس السادس : " هللوا مع كل الخليقة لأن رب الآنام شاء أن يفتقد
الأنسان بخلاصه ، فنزل من السماء و تمشى بيننا ، و لو كان قد ظهر لنا بلاهوته علناً لإحترقنا
و فنينا ، لهذا فقد كلمنا في أبنه ، و أخفى لاهوته في جسم بشريته ، و علمنا وسائط الخلاص و تمم بذاته فداءنا لينقـلنا إلى ملكوته السماوي "
إنسان يستطيع أن يقترب إليه . . ما كان تلميذه يوحنا يجرؤ أن يتكئ على صدره ، و ما كان
الأطفال يستطيعون أن يجروا نحوه و يهرعون إلى
حضنه . . . ، و ما كانت المرأة الخاطئة تستطيع أن
تتقدم نحوه و تمسح قدميه بشعرها . . . .بل ما كانت
السيدة العذراء مريم تستطيع أن تحمله على كتفها
أو تُرضعه من ثديها.
و يقول القديس أغسطينوس :
(( مباركة هي خطيئة آدم التي جلبت لجنسنا كل هذا
الخير و كل هذه النعم و البركات )) . .
. . . . مفهوم الله في كل الأديان شىء و في المسيحية شىء آخر . . .
فالله دائماً الديان المخيف . . . و لكنه في المسيحية الأب الحنون ، و ما أسعدنا بهذا
الأحساس ، فالمسيحية هي كمال العلاقة بين الله و الأنسان . . . . .
يقول نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي : " في أحد المؤتمرات العالمية للأديان الحية ،
أذكر كلمة قالها واحداً من غير المسيحيين ، قال : من المسيحية تعلمنا شيئاً جديداً رأينا الله
الذي يشارك الأنسان في الألم ، هذه الصورة غير موجودة في أى دين آخر ، لكنها موجودة
في الديانة المسيحية وحدها .
" إن السيد أخذ شكل العبد ،و أبن الله صار أبنا ً للأنسان ليجعل البشر أولاداً لله "
القديس يوحنا ذهبي الفم
لقد تجسد الله ليقترب إلينا نحن الضعفاء و ليتحدث إلينا باللغة
آلتي نفهمها حتى يُعلِن لنا حــُبه و يُعرِفنا بشخصه ، و يقودنا
بنعمته نحو السماء . . .
لقد إقترب إلينا حتى لا تظل فكرة الناس عن الألوهية أن
الله جبار و مخيف ، فأراد أن يجذبنا بالحب لا بالخوف .
. . . تحول الله في فكر الناس من إله جبار مخيف إلى إله
مُحب علاقته بالأنسان علاقة الأب بإبنه . . .
+ لا أعود أسميكم عبيداً بل أحباء لأن العبد لا يعرف إرادة سيده
++ متى صليتم فقولوا هكذا . . . يا أبانا الذي . . . مت 6: 9
+++ إله . . . أب واحد للكل 1يو 3 : 1 ++++ و أكون لكم أباً و أنتم تكونون لى بنين و بنات 2كو 6: 18
و يشبه القديس أثناسيوس لرسولي إلهنا في تجسده بالمعلم الصالح الذي لا ينتظر من
تلاميذه أن يرتفعوا إلى مستواه بل ينزل هو إلى مستواهم ليُعرفهم مقاصده و تعاليمه ، و هذا
هو الوضع المنطقى و المقبول ، أما أن يبقى في علياء سمائه و ينتظرنا حتى نتصاعد إليه
رغم ضعفنا و ترابيتنا ، فهذا هو عين المستحيل . . .
و يقول قداسة البابا كيرلس السادس : " هللوا مع كل الخليقة لأن رب الآنام شاء أن يفتقد
الأنسان بخلاصه ، فنزل من السماء و تمشى بيننا ، و لو كان قد ظهر لنا بلاهوته علناً لإحترقنا
و فنينا ، لهذا فقد كلمنا في أبنه ، و أخفى لاهوته في جسم بشريته ، و علمنا وسائط الخلاص و تمم بذاته فداءنا لينقـلنا إلى ملكوته السماوي "
و ما أجمل ترنيمة سمعتها قريبا تقول عارفين اللى خلق شمس و قمر و كل الدنيا و اللى نسمة منه تدوب كل الكون فى ثانية و اللى انفاسه تزلزل اساس الجبل و اللى ما يعرف نهاية وبدايته الأزل اقدر اقوله يا ابويا اقدر اقول له حبيبى اقدر اقول له إلهى و ابويا و حبيبى
ميلاد مجيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق