السبت، 27 مارس 2010

فى البستان


فى البستان فى جنة عدن فقدت البشرية سـر حياتها وبهجتها وسلامها خلال عصيان آدم الأول ، وفى بستان جثسيمانى دخل آدم الثانى كما إلى معصرة زيت ليعتصر بالألم من أجل البشرية ويرد بطاعته للآب ماسبق و فقدته البشرية من قبل . . . .
آلام الســيد المسيح لم تكن آلام الجسد فقط بل أيضاً آلام النفس و الروح . . .
لقد عبر عن هذه الآلام فى عبارة “ نفســى حزينة جداً حتى الموت “ ، آلام الحزن على البشرية الساقطة و الآلام التى صادفها فى خيانة الناس و غدرهم و قسوتهم ، و آلامه من جهة هذا الشعب المخدوع الذى يهتف أ صــلبه . . . أصـلبه ، و آلامــه من جهة تلاميذه الذين ملكهم الخوف و الشك و هربوا . . .
كل هذا و الرب يسوع يصارع حتى صــأرت قطرات عــرقــه كقطرات الدم . . . . .
بالرغم من برودة الليلة ، بدأت قطرات العرق تتجمع على جبـيـنه ، لم يكن العرق عادياً ، فقد بدأ
لـونه يـتـغـير ، و إزداد لونه إحمراراً ، و هو يجاهد و يصــارع فى الصلاة ، ثم تحولت إلى قطرات
من الدم النقى تلتصق بجـبـيـنـه ( هذه الظاهرة تُعرف طـبيـاً بإسم " العـرق الدمـوى " Heamatidrosis
، هى ظاهرة نادرة تحدث حينما يزداد الألم بإنسـان حتى لا يستطيع أن يتحمله ، ففى هذه الحالة غالبـاً ما يفقد الإنسان وعيه ، و لكن إذا لم يحدث هذا ، فإن الشعيرات الدموية المحيطة بالغدد العرقية ، يزداد عليها الضغط فتنفجر ، و ينضح
الدم من البشرة مختلطاً بالعــرق . . . . )
، و تسيل على وجهه ، و تقطر على الصخر فى قطرات متجمدة . .،
تلك الصخرة الصماء الباردة كانت تشبه البشرية ، باردة جامدة لا تشعر بثقل خطاياها و لا حجم
حالـتها المأسوية ، كانت تحتاج إلى دم خاص يسيل عليها ليطهرها و يجعلها تفيق من غفوتها .
و لكن يبدو أن الصخرة الجامدة الباردة قد تفوقت على كل البشر فى هذه اللحظات ، فهى التى
إحتضنها يسوع فى وقت لم يكن أحداً بجواره من تلاميذه ، فهم الآن نائمون ، و بعد ساعات
سيشكون و يهربون . . .
لعل حضن الصخرة الصماء التى بلا أحاسيس قد تفوق كثيراً على قبـلة التلميذ الإنسان " يهوذا " . . .
" إنك يا رب تتألم ليس بسبب جراحاتك ، لا بسبب قوتك ، بل بسبب ضـعفـاتنا " إش 53 : 4

ليست هناك تعليقات: