الخميس، 28 يناير 2010

تأملات كمبيوروحية

تأملات كمبيو روحية !

فيروس الكمبيوتر . . . هو عبارة عن برنامج كل أوامره
و تعليماته المكتوبة فيه هى أوامر مُخرِبة للكمبيوتر ، . . .
هـــو برنامج عادى جداً ، لكنه برنامج مخرب يدخل عن طريق
سى دى CDخارجى لينسخ نفسه على الهارد ديسك
Hard Disk "وحدة التخزين فى الكمبيوتر "، ثم يقوم بالتخريب .

و الإنسان بواسطة بواسطة العين ، تدخل إليه الأفكار الشريرة ، مجرد أفكار كأى
أفكار و لكن التعليمات المحتواه داخلها مدمرة للنفس ، يدخل الفكر ، و ينسخ نفسه
على الهارد ديسك البشرى ( العـقـل البشــرى ) .

و عقل الإنسان مركزاً لتصورات غير محدودة ، خُلقت فى الأصل لتسبح
فى محبة الله غير المحدودة التى تجسمت فى الصليب ، و لكن الإنسان أشبعها بتصورات مختلفة تكاد أن تملأ حياته جحيماً . . .
يمتلىء القلب بالكراهية ، و يمتلىء الذهن بتصورات لا نهائية من أفكار الغضب

و سوء الظن
و عندما نندفع وراء الكبرياء ، يسرح الذهن فى أفكار العظمة و إدانة الآخرين . .
و إذا عاش الإنسان باحثـاً عن اللذة و كابتـاً إياها فى ذاته ، يملأ حياته بالأفكار الجنسية و تتحول حياته إلى جحيم مُشتعل . .
و عندما يتمكن الفيروس من الكمبيوتر فلا نستطيع مقاومته إلا بطرق معينة أهمها . . .
1 - إستخدام برنامج مضاد هو " ضد الفيروس " Anti Virus و يجب أن يكون أقوى من
الفيروس و يعرفه جيداً حتى يمكنه التغلب عليه و إزالته (Scan & Remove it . . . )
و أقوى برنامج مضاد للأفكار الغير سوية Human Anti Virus و الذى أُختبِر على مر العصور
هو بلا شك الـــصــــــــلـيــــب .
فى الصليب تذوب الكراهية و يحل محلها الحب و الغفران ، و فى الصليب ينتهى الكبرياء و تظهر
وداعة الحبيب الذى لم يـفــتـح فاه .
و فى الصليـب تنتهى الطياشة الجنسية و ترتفع إلى الأفكار السماوية . .
التأمل فى الصليب هو وحده القادر على أن يُشعل فى
قلوبنا نار الحُــــب الإلهـى .
فالنظر ليسوع المصلوب ينزع منا لذة الذات و إهتماماتها . . . .
ليسوع العريان على الصيب ينزع منا لذة مظهر الملبس . . .
و ليسوع المهان ينزع منا حــب الكرامة و دينونة الآخــرين . . .
و النظر للمســاميـر التى سمر بها الرب يسوع ، يرفع أفكارنا من طياشة
الأعمال الهيولية إلى تذكر أحكامه السماوية .

2- البعض عند إستخدام برنامج جديد يختبرونه أولاً و ذلك بفـصـل "الهاردديسك "Hard Disk ( قرص التخزين ) عن الكمبيوتر و فتحة الإدخال فيه ، فيمنع بذلك تسلل البرنامج المُخرِب Virus " الفيروس " ، (إن وُجِد على الديسك الخارجى) إلى الداخل حيث وحدة التخزين ،
و فى الإنسان يجب تحرير الفكر و القلب عن النظر ، بقوة الصليب ،

فعندما تنظر العين منظراً ما يكون الفكر " مركز التخزين " فى هذه اللحظة منفصلاً و مفكراً فى الله ،
و يكون الصليب هو القوة القادرة عن الفصل بينهما . .
عندئذ يكون الفكر حُراً يفكر فيما لله ، و عندئذ ستصير العين بـسـيطة و منيرة ترى نور الله فى كل
الخليقة ، لأن قوة الفكر ستكون دائماً ثابتة فى الله و قوة القلب مُنشغلة بحبـه .
3- البعض يضعون برنامجاً لمهاجمة الفيروس المُخرب فى بداية تشغيل الكمبيوتر بحيث
يُعطى هذا البرنامج إنذاراً عند إحساسه بأى فيروس قبل دخوله ، و بذلك يمكن إنقاذ الجهاز منه بسهولة .
و خط الدفاع الأول لمنع الأفكار الغير سوية فى الإنسان هو الـتـأمل الدائم فى منظر الرب يسوع
واقعاً تحت الصليب . . . منظر جراحاته . . . و منظر جلداته . . . منظر الفم العطشان و الرأس المنكس .
مناظر الرب يسوع فى مواقفه المختلفة ، و هو يحملنى أنا الخروف الضال ، منظره و هو يقرع الباب
. . . منظر الخاطئة و الدموع نازلة على رجليه . . . إنها مناظر مشبعة و شـهـيـة .
عندئذ تبدأ العين تأنف مناظر العالم لأنها لا تشــبع إلا من المناظر الإلهية ، عين تتدرب فقط على
إلتقاط الصور الشهية و تخزينها فى الفكر ، ليستخدمها الفكر و يتـمتـع بها .
4- بعض مستخدمى الكمبيوتر ، وضعوا كل إحتياطاتهم و مع ذلك ، دخل الفيروس المـُخرِب لأنه كان قوى
جداً ، و قام بتخريب كل شىء ، و لم يكن هناك غير حل واحد هو إزالة كل البرامج و المعلومات من
وحدة التخزين المصابة " الهارد ديسك "Hard Disk ، و إعادة تشكيله مرة أخرى FORMAT ، ليبدأ من
جديد فى تخزين برامج و معلومات نظيفة غير مشوهة .
و الإنسان قد يتغلب عليه فكر ما فيضعف و يسقط ، و لكن شـتـان
ما بين طفل يحب اللعب فى الوحل و الطين ، و يجد لذته فيه
و بين آخر إنتثر بعض الوحل و الطين على ملابسه و هو سائر
فى الطريق فلا يطيق نفسه ، و يرجع إلى بيته باكياً ، فتترفق
به والدته و تهدىء نفسه و تغسل له ثوبه ،

الأول يحب الوحل ، و يلهو به و لا يريد مفارقـتـه ، و الآخر لا يقبل
الوحل و لكنه إن إتسخ لا يطيقه و لا يحتمل أن يرى ثوبه
متسخاً ، هذا هو الفارق بين أولاد إبليس و أولاد الله !
{ و كل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر } 1يو 3 : 3
لأن الصديق يقع سبع مرات و يقوم

و قد يحتاج إلى إعادة تشكيل Format و لكن يجب أن يُهيء نفسه بعد ذلك لإستقبال ما
هو نظيف فقط . . .
عليـه أن يرفع نظراته إلى يسوع المصلوب ، و أن يمارس الصلاة السهمية كلما أُتيحت الفرصة ،
و حتى إن سقط عليه أن يستعد للصلاة ، يسجد عدة مرات أمام الله و يقول له: { أشكرك يا رب
لأنك تكشف لى ضعف طبيعتى فإنى قدم إليك بكل نجاسة قلبى و ضعف إرادتى
و إستسلامى للخطية ، و لكنى مُصر ألا أتركك حتى تعمل بنعمتك فــَّى } .
و لنتذكر دائماً أن الفرح الكامل ماهو إلا اللقاء مع السيد المسيح فى النهاية حيث يدخل المؤمن
إلى ملكوت الفرح كعروس مُقدمة لعريسها ، و كلما إقترب موعد الفرح ، إلتهب القلب شوقاً نحو
العريس السماوى و شعر بالكفاية ، فلا تجد موضعاً فيه .

ليست هناك تعليقات: